بعد أن عادت الجزائر من بعيد وتأهلت إلى دور الثمانية، استعاد
الجزائريون ذكريات التأهل التاريخي للمونديال، حيث خرج الآلاف منهم إلى
الشوارع والطرقات الرئيسة للتعبير عن فرحة التأهل لربع النهائي بعد مرحلةٍ
من اليأس سيطرت على الجماهير الجزائرية، وقد ردد أنصار الخضراء العديد من
الشعارات المؤيدة للمنتخب وللمدرب وللاعبين، وكذا الأغاني الكثيرة التي
كانت تنبعث من داخل السيارات التي شكلت حالة ازدحام كبيرة، خاصة في وسط
العاصمة الجزائرية التي كانت الملتقى المفضل لأنصار المنتخب الجزائري.كان الخضر قد فرضوا التعادل على البلد المضيف أنجولا في مقابلةٍ قوية
لعبها رفاق المتألق حسان يبدا، ليأتي التأهل في وقتٍ كان الكثيرون قد
راهنو على خروج الأفناك من الدور الأول بعد صفعة مالاوي التي جاءت في
وقتها حسب ما يبدو، وجعلت المنتخب يفيق من نشوة تأهله للمونديال ليعود
بقوةٍ في مقابلة مالي ثم مقابلة أنجولا ويجمع أربع نقاط جعلته يدخل ضمن
قائمة الفرق الثمانية التي لا تزال تصارع من أجل الفوز بهذه البطولة على
الرغم من أنه سوف يواجه بنسبة كبيرة جدا أفيال كوت ديفوار في الدور المقبل
بعد أقل من أسبوع.
الأنصار يطلبون مساعدة بوتفليقة
تأهل
المنتخب الجزائري أحيا لدى الأنصار فكرة التنقل إلى أنجولا لمساندة منتخب
بلادهم ابتداء من الدور القادم، خاصةً في ظل الحديث عن إمكانية أن يعيد
التاريخ نفسه، وإمكانية أن تضع الأقدار مجددا المنتخبين الشقيقين الجزائري
والمصري في مواجهةٍ متجددةٍ لو نجح الفريقان في الصعود إلى المربع الذهبي،
وهذا ما لمسناه لدى الكثير من الأنصار الذين صرحوا لنا بأنهم سوف يعملون
المستحيل من أجل التنقل لأنجولا بعد أن أكدوا لنا أن "محاربو الصحراء"
بإمكانهم الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، ولمَ لا الفوز بهذه البطولة التي
تذوقوا طعمها مرة واحدة في تاريخهم العام 1990 خلال الدورة النهائية
الوحيدة التي استضافتها الجزائر.كما طالبت مجموعة من الأنصار من الرئيس الجزائري القيامَ بلفتةٍ مماثلة
لتلك التي قام بها عندما قرر نقل أكثر من 10 آلاف مناصر جزائري للخرطوم
لمناصرة المنتخب في مواجهته الفاصلة يوم 18 نوفمبر 2009 أمام المنتخب
المصري، غير أن بعض المصادر أكدت أن السلطة الجزائرية لن تقوم بتكرار نفس
العملية؛ لأنها ترفض أن تغامر بإرسال الأنصار إلى أنجولا التي تتميز
بأوضاع أمنية غير مستقرة، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للإقامة هناك،
وانعدام المرافق التي يمكنها أن تحتضن أنصار المنتخب، بالإضافة إلى ضرورة
التلقيح ضد بعض الأمراض المنتشرة هناك، وهو الذي يتطلب القيام به قبل مدة
كافية لا تقل عن 10 أيام.وعلى رغم هذه الصعوبات إلا أن ذلك لن يمنع -حسب بعض المصادر- من توجه
مجموعة من الأنصار إلى أنجولا خلال الأيام القادمة للوقف إلى جنب زملاء
عنتر يحيى بدءًا من مقابلة الدور الربع النهائي، لكن ليس بنفس حجم ما حدث
أثناء مقابلة أم درمان التي حسب ما وصفها البعض بأنها كانت حدثا تاريخيا
لا يمكن أن يتكرر، خاصة بما يتعلق الأمر بالتنقل إلى إفريقيا.
يوم 18.. هل هو يوم سعد الكرة الجزائرية؟
تكررت
ذكريات التأهل إلى المونديال وتكررت معه الأرقام، فقبل شهرين فقط كانت
الجزائر مع موعد تاريخي في اليوم 18 من شهر نوفمبر عندما هزمت المنتخب
المصري في المقابلة الفاصلة بأم درمان بالسودان التي أهّلت الخضر إلى
مونديال جنوب إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخهم بعد غياب 26 سنة كاملة،
وهذه المرة كان الموعد كذلك مع الرقم 18 من هذا الشهر الذي تأهل فيه الخضر
إلى الدور الثاني من المونديال الإفريقي بعد أن فرضوا التعادل السلبي على
منتخب البلد المنظم أنجولا الذي كان بحاجةٍ هو الآخر إلى نقطة واحدة تكون
كافية له لتصدر المجموعة والبقاء في العاصمة لواندا في مرحلة الدور ربع
النهائي.
هدف واحد يكفي للتأهل
من
الأمور الغريبة التي حصلت في هذه المجموعة الأولى، هي أن "الخضر" تأهلوا
إلى الدور الثاني من البطولة برصيد أربع نقاط وبرصيد هدف واحد من الأهداف
سجله المدافع رفيق حليش في مرمى المنتخب المالي، في حين أن هذا الأخير
أُقصي من المنافسة على الرغم من أن حصيلته من الأهداف كانت سبعة أهداف
كاملة وهي أكبر حصيلة من الأهداف في هذه المجموعة حيث سجلت أنجولا ستة
أهداف، لكن الذي يحسب لمنتخب مالي هو لعبه بنزاهةٍ كبيرةٍ أمام مالاوي
التي هزمها بثلاثية (3-1) كانت بمثابة الهدية التي استفاد منها المنتخب
الجزائري ليصعد إلى الدور ربع النهائي على الرغم من أنه كان هو الآخر أقرب
إلى تحقيق الفوز من أنجولا لو لم يضيع -خاصة بوقرة- هدفا كان شبه محقق في
مرمى منتخب البلد المنظم.. وقد استفاد الأفناك من نظام المنافسة الذي يحسم
بين منتخبين متساويين في النقاط عن طريق المواجهة المباشرة بينهما وليس
بفارق الأهداف العام.