مرة وانا زغير كنت بفكر بفلسطين
كنت اتخيل اني سوبر مان عشان احررها ..
او اكل سبانخ متل بباي واكسر كلللللللل الدبابات ...
ولما شفت عدنان ولينا عالتلفزيون قلت بدي اصير متله ..
ومرة من المرات مرقت من حارتنا مظاهرة ...
نزلت عالشارع ومشيت معهم ...
لحقتني امي ورجعتني ..
نفسي اصير بطل .. واموت شهيد
ابوي كان دايماً يحكيلي عن صلاح الدين ..
كيف حارب الصليبيين وانتصر بمعركة حطين ..
لما كبرت ورحت عالروضة ... كانت معلمتنا تعلمنا النشيد ..
زيتون بلادي مشهور .. ما في متلوا في الطابون ..
صرت احب الزيتون لأنو بننشد عنو واكيد فلسطين بتحبو ..
بنستفيد منو كتير .. بنعمل منو صابونة نابلسية .. واشياء كتييييييرة
مرة اصحابي قالولي تعال معنا نروح نلعب حرب بالحاكورة ..
رحنا هناك ولقينا شوال فيه ملابس عسكرية تبعت شباب الانتفاضة ..
قالولي صحابي لازم نحكي للشباب ... انا ما بعرف مين هم الشباب ..
رحنا للشباب وحكينالهم عن الغرض الي لقيناه ... وشكرونا وقالولنا بكرا
بس تكبروا بتصيروا فدائيين وبتحرروا فلسطين ...
كبرت وصرت اروح عالمدرسة واقرأ بالقراءة عمي منصور النجار
يحمل في يده المنشار ... واناشيد كتيرة ... بس كنت احب اسمع
اغاني وطنية متل ... اناديكم واشد على اياديكم ... كنا نخبيهم لما يجوا اليهود
على حارتنا .. ويوم من الايام ... كنا بنصييد عصافير بالمقلاعه ...
وصدنا عصفور .. ولكنه هرب وكان جريح .. صرنا نلحق فيه ونحاول نمسكه
لكنه نط على الشارع ونطينا وراه ولقينا الجيش بوجهنا وصرخ الجندي علينا
وهربنا ولحقونا ... هربنا وخفنا .. وهو يصرخ وقف والا بطخك ... ودخلنا الزقايق
وتخبينا ... وصاروا يدوروا علينا ... كنت خايف وكان ابن عمي يقلي جبان ..
قررت ألتحق بالعسكرية عشان اقتل الخوف الي جواي ...
كان عمري 8 سنين ... التحقت بالخدمة تبعت اولاد حارتنا ( اطفال الحجارة )
اتلثمنا واتنكرنا وولعنا عجل بنص الشارع .. وصرنا نستنا يجو اليهود
عشان نرمي عليهم حجار ... وفجأة اجت سيارة كبينا مسرعة
انا صرخت على ابن عمي دير بالك يمكن هدول مستوطنين ..
ابن عمي ما رد علي .. وطلعوا من السيارة وخطفوه ...
وعرفنا انهم قوات خاصة متنكرين ...
وراحو عمامي وابوي على المركز العسكري عشان يطلعوه ..
قلهم الضابط منطلعه بس بشرط ما يعيدها واذا بعيدها بنحبسه ...
فكرت منيح وانا صغير ... وقلت الحجارة ما بتعمل شي للدبابات
بس بتفهم التيوس ان احنا ما بنحبهم وما بدنا اياهم يبقوا على ارضنا ..
قررت اكبر بسرعه عشان احمل رشاش واقتلهم كلهم وما اخلي ولا واحد
لكني لحد الان ما كبرت ... تغيرت فلسطين ..
وما بقيت كبيرة متل ما كنت اشوفها زمان ..
يا خسارة ... كان نفسي اكبر بسرعة قبل ما يسرقوها اليهود ...
ماتو كتيييييييييير شباب وهم يحاولوا يرجعوها ... يا ريت اقدر ارجعها ..
يا ريت كل ولاد حارتنا يكبروا معي بسرعة ونحررها ...