التمثـــال
فزع القوم من نومهم على صوت انفجار هز كل أرجاء القرية الصغيرة وعمت غيمة كبيرة سماؤها،
فخرجوا من مساكنهم في ظلمة الليل الحالكة يبحثون عن مصدر هذا الصوت الرهيب.
وتدافعوا صغارا وكبارا، نساءا ورجالا، بناتا وبنينا، إلى إن وصلوا إلى حدود القرية حتى تراءت لهم رويدا رويدا الأطلال التي تركها الانفجار... فصرخوا صرخة واحدة وكأنهم لم يستوعبوا تحطم - في يوم ما- التمثال العظيم الذي أنجزوه تخليدا لأمجاد أجدادهم وأسلافهم، فمنهم من خر على ركبتيه على الأرض ومنهم من سقط مغشيا عليه، ومنهم من
استشاط غيضا وانفجر من داخله، ومنهم من علت ابتسامة وجنتيه وقفل راجعا إلى فراشه.
وعند بزوغ الفجر وطلوع الشمس تجمع القوم للنظر فيما أصاب التمثال رمز كبرياء وعظمة شعبهم ومن ذا الذي كان وراء العبث به وإسقاطه أرضا. فقائل صاعقة أصابته وقائلا زلزال هز قوامه وقائلا لعنة ربانية... وكل فرد منهم يريد الانتقام بطريقته الخاصة.
وكان من بين القوم فتى يافعا ذكي بفطرته لم يرد أن يختلف أهل عشيرته ويتشتت الصف، بعدما كانت
من أقوى الأمم صلابة واتحادا
فجرى إلى أعلى منطقة في الساحة صارخا فيهم رويدكم أيها المتهورون إن كانت صاعقة قد أصابت التمثال
أو زلزلا هز قوامه أو لعنة ربانية، فالتمثال قد سقط
ومثلما وضع وسقط سيرفع، يرفع ويرفع وسيظل شامخا
بنا نحن أهل القرية، بكل فرد فينا إلى أبد الآبدين ولا يمكن لأي، كان ما كان أن يعبث بمقومات شخصيتنا وامتنا وتاريخنا فهبوا جميعكم لإعادة بناء التمثال ووضعه في مكانه الصحيح ... حتى وان كان مجرد
تمثــــــــــــــــــال.

رائع

موضوع رائع
مرسي اخي
واصل تميزك

فعلا كلامك صحيح
وهادف
مشكور اخي
تحياتي اليك وتقبل مروري