موضوع: الجنة في ضوء القرآن الكريم الجمعة يوليو 16, 2010 9:23 pm
الجنة في ضوء القرآن الكريم
أما لماذا اخترت هذا الموضوع لأكتبعنه في أول كتاب لي، فذلك لأن الجنة دار غرسها الله بيده، وجعلها مقرا لأحبابه،وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملكالكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص. فإن سألتَعن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران. وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن. وإن سألتعن بلاطها فهو المسك الأذفر. وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. وإن سألت عنبنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب. وإن سألت عن أشجارها فما فيها من شجرة إلاوساقها من الذهب والفضة، لا من الحطب والخشب. وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال،ألين من الـد، وأحلى من العسل. وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائقالحلل. وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذةللشاربين، وأنهار من عسل مصفى. وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرمما يشتهون. وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور. وإن سألت عن آنيتهمفآنية الذهب والفضة، في صفاء القوارير. وإن سألت عن سعة أبوابها فبين المصراعينمسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام. وإن سألت عنتصفيق الرياح لأشجارها فإنها تنعم بالطرب لمن يسمعها. وإن سألت عن ظلها ففي ظلالشجرة الواحدة يسير الراكب المجدالسريع مائة عام لا يقطعها. وإن سألت عن سعتهافأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام. وإن سألت عنخيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة، طولها ستون ميلا. وإن سألت عنعلاليها وجوسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار. وإن سألت عنارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق، الذي لا تكاد تنالهالأبصار. وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب. وإن سألت عن فرشها فبطائنهامن إستبرق، مفروشة في أعلى الرتب. وإن سألت عن أرائكها فهي الأسرة عليها البشخانات،مزررة بأزرار الذهب. وإن سألت عن وجوه أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر. وإن سألت عنأعمارهم فأبناء ثلاث وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، طولهم ستون ذراعا، وعرضهمسبعة أذرع. وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين، وأحلى منه سماعالملائكة والنبيين، وأحلى منهما خطاب رب العالمين. وإن سألت عن مطاياهم التييتزاورون عليها فنجائب مما شاء الله، تسير بهم حيث شاءوا. وإن سألت عن حليهموشارتهم فأساور الذهب واللؤلؤ، وعلى رؤوسهم ملابس التيجان. وإن سألت عن غلمانهمفولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون. وإن سألت عن أزواجك وحبيباتك، فهن الكواعبالأتراب، اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود،وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللرقة واللطافة ما دارتعليه الخصور، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت، ويضيء البرق من بين ثناياها إذاابتسمت. إذا قابلتْ حِبَّها فقل ما تشاء في تقابل النورين، وإذا حادثته فما ظنكبمحادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في صحن خدها كمايُرى في المرآة التي جلاها صيقلها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها،ولا عظمها، ولا حللها. لو اطلعتْ على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً،ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتكبيراً وتسبيحاً، ولتزخرفت لها ما بين الخافقين،ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن منعلى ظهرها بالله الحي القيوم، ولَنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، ووصالهاأشهى إليه من جميع أمانيها. ولا تزداد على طول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، ولايزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً، مبرأة من الحبل والولادة، والحيض والنفاس،مطهرة من المخاط والبصاق، والغائط وسائر الأدناس، لا يفنى شبابها، ولا تبلى ثيابها،ولا يخلِق ثوب جمالها، ولا يُمَل طيب وصالها، قد قصرت على زوجها، فلا تطمح لأحدسواه، وقصر طرفه عليها، فهي غاية أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرهابطاعته أطاعته، وإن غاب عنها حفظته، فهو منها في غاية الأماني، لم يطمثها قبله إنسولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً،وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نوراً. فإن سألت عن السن فأتراب في أعدل منالشباب. وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر. وإن سألت عن الحدق فأحسن سواد فيأصفى بياض في أحسن جور. وإن سألت عن القدود فهل رأيت أحسن الأغصان. وإن سألت عنالنهود فمن الكواعب، ونهودهن كألطف الرمان. وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوتوالمرجان. وإن سألت عن حسن الْخُلُق فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمعن بين الحسنوالإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر. وإن سألت عنحسن العشرة ولذة ما هنالك، فهن العُرب المحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل التيتمتزج بالروح أي امتزاج. فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة منضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها، وإذا حاضرتزوجها فيا حسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيا لذة المعانقة والمخاصرة، وإن غنت فيالذة الأبصار والأسماع، وإن آنست وأمتعت فيا حبَّذا تلك المؤانسة والإمتاع، وإنقبّلت فلا شيء أشهى إليه من التقبيل، وإن نُوْلَتْ فلا ألذ ولا أطيب من ذلكالتنويل. أما يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عنالتمثيل والتشبيه، فإنه اليوم الأعظم والأجمل، ففيه ترى الرب الرحيم، كما ترى الشمسفي الظهيرة، والقمر ليلة البدر. فالجنة، وربِّ الكعبة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذنسمعت، ولا خطر على قلب بشر. أبواب الجنــة
عندما يفزع الناس يوم القيامةيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتمالأنبياء، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحنفيه! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأخر ساجدا لربي، ثميفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يُقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب أمتي، يا ربأمتي، يا رب أمتي، فيقول: يا محمد، أَدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمنمن أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسيبيده، ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر، وكما بين مكة وبصرى. وإنللجنة لثمانية أبواب، ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما، ومنها بابتدخل منه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا، ثم إنهمليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول. وهي موزعة: فمن كان من أهل الصلاة دعي منباب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعيمن باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، وقد يدعى المؤمن من هذهالأبواب كلها. وعزةِ الله وجلاله، لو كان العبد المؤمن في الدنيا أقطع اليدينوالرجلين، وسُحِبَ على وجهه منذ يوم خلقه الله إلى يوم القيامة، ووقف على أحد هذهالأبواب، لكان كأنه ما رأى بؤسا قط. ولما كانت الجنات درجات، بعضها فوق بعض،كانت أبوابها كذلك، وباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها، وكلما علت الجنةاتسعت، فعاليها أوسع مما دونه، وسعة الباب بحسب سعة الجنة، فمنها ما بين مصراعيهمسيرة أربعين عاما، ومنها ما بين مصراعيه مسيرة سبعين عاما، ومنها ما بين مصراعيهكما بين مكة وهجر، ومنها ما بين مصراعيه كما بين مكة وبصرى، ومنها ما عرضه مسيرةالراكب المجود ثلاثا. يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، تتكلم وتُكَلَّم،وتَفهم ما يقال لها، انفتحي انغلقي.
أول من يدخل الجنـة
يقولالنبي صلى الله عليه وسلم: { أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر، وآتي بابالجنة فآخذ بحلقتها، فيقولون: من هذا؟ فأقول: أنا محمد. فيفتحون لي، فأدخل، فأجدالجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يُسمع منك، وقل يُقبلمنك، واشفع تُشفَّع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي أمتي يا رب، فيقول: اذهب إلى أمتك،فمن وجدتَ في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة، فأذهب، فمن وجدتُ فيقلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة. فأجد الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يامحمد، وتكلم يُسمع منك، وقل يُقبل منك، واشفع تُشفَّع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتيأمتي يا رب، فيقول: اذهب إلى أمتك، فمن وجدتَ في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمانفأدخله الجنة، فأذهب، فمن وجدتُ في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة. وفرغ من حسابالناس، وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار. فيقول أهل النار: ما أغنى عنكمأنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا. فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم منالنار. فيرسل إليهم، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيدخلون في نهر الحياة، فينبتونفيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم (هؤلاء عتقاء الله)، فيذهب بهمفيدخلون الجنة. فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهـون. فيقول الجبار: بل هؤلاءعتقاء الجبار}. وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، مع كل ألف سبعونألفا ليس عليهم حساب. وأعطاني الكوثر، فهو نهر من الجنة، يسيل في حوضي، وأعطاني أنيأول الأنبياء أدخل الجنة. وأبو بكر أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى اللهعليه وسلم، والمملوك إذا أطاع الله وأطاع سيده، والفقراء والمهاجرون الذين تُسد بهمالثغور، ويُتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء،يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم؛ وذلك خمس مائة عام. فيقول الله عز وجل لمنيشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم. فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، وخيرتك من خلقك،أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم! قال: إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بيشيئا، وتُسد بهم الثغور، ويُتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيعلها قضاء. فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل باب، ويقولون: (سلامعليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). وإن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمرليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، يتلقى كل واحد منهمسبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون ولا يتفلون،أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم علىخلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم؛ ستون ذراعا في السماء، لكل رجل منهم زوجتاناثنتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعـ. والذي نفس محمد بيده،إنه ليرجوا أن تكون أمته نصف أهل الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة،وما نحن من أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الشعرة السوداءفي جلد الثور الأحمر.
عدد الجنات وأسماؤها
لما خلق الله عز وجلالجنات يوم خلقهاوفضل بعضها على بعض، جعلها سبع جنات، دار الخلد، ودار السلام،وجنة عدن، وهي قصبة الجنة، وهي مشرفة على الجنان كلها، وهي دار الرحمن تباركوتعالى، ليس كمثله شيء ، ولا يشبه شيء، ولباب جنات عدن مصراعان: من زمرد وـرجد مننور، كما بين المشرق والمغرب، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم،سبع جنات خلقها الله عز وجل من النور كلها، مدائنها وقصورها، وبيوتها وشُرَفِها،وأبوابها ودرجها، وأعلاها وأسفلها، وآنيتها وحليِّها، وجميع أصناف ما فيها منالثمار المتدلية، والأنهار المطرزة بألوان الأشربة، والخيام المشرفة، والأشجارالناضرة بألوان الفاكهة، والرياحين العبقة، والأزهار الزاهرة، والمنازلالبهية.
صفة أهل الجنـة
فيدخلها أهل الجنة، جردا مردا مكحلين، أبناءثلاثين، أو ثلاث وثلاثين، عليهم التيجان، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرقوالمغرب، ولو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السماواتوالأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره، لطمس ضوؤُه ضوءَ الشمس كما تطمسالشمس ضوء النجوم. وإذا فتحت الجنة أبوابها دخلت أول زمرة على صورة القمر ليلةالبدر، والذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب واحد، لااختلاف بينهم ولا تباغض، يسبحون الله بكرة وعشيا، لا يسقمون فيها ولا يموتون، ولاينزفون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمنون، ولا يمتخطون، ولا يتفلون، آنيتهم منالذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوّة، ورشحهم المسك، أزواجهم الحورالعين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعاً في السماء،وبجمال يوسف، وقلب أيوب، وعُمْر عيسى، وخُلُق محمد، عليهم جميعاً الصلاةوالسلام. لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخسوقهما من وراء لحومهما وحللهما، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
rayan مشرفة قسم اللغات الأجنبية
الجنس :
عدد المساهمات : 1582
العمر : 32
الوظيفة :
وطني :
موضوع: رد: الجنة في ضوء القرآن الكريم الخميس يوليو 22, 2010 10:57 pm
LAOS عضو جديد
عدد المساهمات : 22
وطني :
موضوع: رد: الجنة في ضوء القرآن الكريم الجمعة يوليو 23, 2010 11:33 pm