لَا بَياضَ فِي البَياضْ ..
يَلفِظُ البَحرُ آخرَ أموَاجِهِ ،
عَارِيةً تتقاذَفُها حَبّاتُ الرّملِ ،
تُمزّقُ مَا تَبقّى مِن طُهرٍ فِي ضَفَائِرِها ..
… وَيكبُرُ فِي البَحرِ المِلحْ !
تَكبُرُ الأَمكِنةُ ،
تَفضَحُها تَجَاعِيدُ الأزِقّةِ ،
ويَكبُرُ صَدَى الذّكرَى فِي أُغنِيَاتِ الرِّيحْ ..
… وَ تَشِيخُ الذّاكِرَة !
يَهربُ الحُلْمُ ،
يَهربُ الوَقْتُ ،
و يَهربُ الجَسُدُ العَتِيقْ ..
تَركُلُنِي الأنَا ,
يَركُلُنِي دَمِيَ المُسافِرُ فِي أَورِدةِ الرَّحيلِ ،
نَحوَ فَضاءَاتٍ لا لَونَ لَها ..
أُطارِدُني ..
أطارِدُ ظِلّيَّ الهَاربَ مِن فُصُولِ العَتمةِ فِي مُدنِي ..
أنَا لَستُ أنَا ..
لا أرانِي فِي المَرايَا ،
تَصفعُني التّفاصِيلُ المُهمَلةُ عَلى قَارِعةِ الوَجهِ الضّبابيّْ ..
لا أعرِفُني ..
حِينَ أصطَدمُ بِي فِي مُنتصَفِ الصّعُودِ ،
نَحوَ الهَاوِيةْ !
d]كَومةٌ مِن أوجَاعٍ أنا ,
تَركُلها الرّيحُ بِقَدميها .. ]
تَنخَرُني حَبّاتُ المَطرِ
المُتسلّلةُ مِن ثَديِ سَحابَةْ ..
تَرتدُّ ،
تَتشظّى رُوحِيَ المُتصحّرةُ
… وَ تَجِفُّ بَقَايايْ !
أنَا لَستُ أنَا ..
أهِيمُ فِي الفَراغِ ،
عَارٍ مِن جِلدِي ..
عارٍ مِن اسمِي ..
عارٍ من مِن لُغتِي ..
… تُدثّرني قَصِيدَة !
تَجلِدُنِي زَفراتُ الرّيحِ المَجبُولةُ بالسُّمِّ ،
تُشَتّتُني / تُفتّتُني / تُذبّحُني / تُمزّقُني / تُبعثِرُني ..
لَم يَبقَ فيَّ شَيءٌ يَعرِفُني ..
d]وَرقةُ خَريفٍ .. أنَا
أَرتدِي شُحُوبي ! ]
أنَا لستُ أنا ..
حينَ أنزَوي فِي رُكنِ الزّنزانةِ
أبكيني ..
بَكيْتُ / بَكيْتُ / بَكيْتُ
حتّى تَعثّرَ الدّمعُ عَلى أرصِفةِ جُفوني ..
أخربشُ بِأهدَابِي عَلى جَبينِ السَّماءِ
بِضعةَ أَحلامٍ
أخبِّئها فِي الغَيمِ ،
وأُدندنُ .. تراتيلَ جُنُونِي ..
ألثُمُ آهَاتِ النّايِ المَذبُوحِ ،
تُضحِكُني / تُبكِيني / تُبعِدُني / تُدنيني / تَقذِفُني / تَحويني / تُسْقِمُني / تُشفِيني ..
سَئِمتُ فَوضَويّة الوَجعِ المُتقلّبِ فِي قَلبيَ المُكلّلِّ بِالأنِينْ ..
d]أنا الصّدى ،
وَ رَجعُ الأُغنِيَاتْ .. ]
أُودّعُني ..
أمتَطِي جَناحَ جَرحِيَ المُشبّعِ بِالغِيابْ ..
أُعمّدُ الدّربَ بِماءِ الفَناءِ ،
و ألوكُ في قَلبيَ النّسيَانْ ..
أنقِشُ بِالهَواءِ فَوقَ جَسدِي المُسجّى بِالغُبارْ ..
أنا لستُ أنا ..
أنا لستُ أنا ..
أنا .. لست أنا