موضوع: مكارم الاخلاق الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 12:52 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين ، وصلي اله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعدفإن من محاسن ديننا الاهتمام بمكارم الاخلاق ن يقول النبي *صلى اللهعليه وسلم * ( انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) ولما بعث النبي * صلى الله عليه وسلم * اقرأ ما كان عليه الجاهليون من اخلاق حسنه والغى ما كانمن اخلاق رديئه ، وهذب ما كان يحتاج الى تهذيب.
ومن مكارم الاخلاقالتي كان الجاهليون يتحلون بها : غيرة الرجل على محارمه، بل كان بعضهميشتط في هذا الامرويبالغ فيه ، حتى وصل الحال ببعضهم الى ان يئد بنتهخوفامن ان تقع في الفاحشه اذا كبرت
. فحرم الشرع هذا وهذب جانب الغيرة وحسنه وجعله من شعب الايمان قالرسول الله * صلى الله عليه وسلم * ( لا شيء اغير من الله ) وقال * ص * ايضا ( ان الله يغار ، وان المؤمن يغار ، وغيرة الله ان يأتي المؤمن ماحرم الله عليه ) وقال * ص * في خطبته لما كسفت الشمس ( يأمة محمد لا احد أغير من الله ) وقال * ص * ايضا ( ان من الغيرة ما يحب الله ) ولما قال سعد بن عباده * رضي الله عنه * : لو رأيت رجلا مع امراتي لضربتهبالسيف غير مصفح . قال النبي * صلى الله عليه وسلم * : ( اتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا اغير منه ، والله اغير مني )
ومعنى غير المصفح : ان يضربه بحد السيف لا بعرضه ، فالذي يضرب بالحد يقصد القتل بخلاف الذي يضرب بعرض السيف فإنه يقصد التأديب
ولقدتخلق الصحابه - رضي الله عنهم - بهذا الاسلوب النبوي وتمسكوا به شأنه شأن غيره من واجبات الايمان وشعبه ، فلم يكن غريبا من احدهم ان يقتل أويقتلبسبب المحافظه على الأمر. روي بنهشام ان امرأه من العرب قدمت بجلب لها ( ما يجلب من الاسواق ليباع فيها ) فباعته بسوق بني قينقاع ( إحدى قبائل اليهود ) وجلست الى صائغ بها ،فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت ، فعمد الصائغ الى طرف ثوبها فعقده الىظهرها، وهي لم تشعر ، فلما قامت انكشفت سوءتها ، فضحكوا بها ، فصاحت، فوثب رجلمن المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فسار اليهم النبي *صلى الله عليه وسلم * وحاصرهم حتى نزلوا على حكمه ، فأجلاهم الى الشام وعلى هذا مضى سلف الامه ، ولم يتنازل المسلمون في هذا الخلق او يفرطوا فيهحتى في فترات الضعف التي مرت بها الامه الاسلاميه ، هحينما احتل الصليبيون بعضبلاد المسلمين في الشام ودام احتلالهم لها قرابة قرنين من الزمان، وهي فترة قد تلقى في بعض النفوس الظن انهم باقون ابدا حتى ينزل عيسى ابن مريم * عليه السلام * ، في تلك الفترة سجل المؤرخون انالمسلمين كانو ينظرون الى النصارى نظرة احتقار وازدراء وانهم ( ديابيث ، يكون الواحد منهك سائرا مع زوجته في الطريق فتلتقي بصديق لها ، فينحنيالزوج ليتيح للمرأه ان تتحدث مع صديقها ما شاءت من الحديث )
صور من التفريط في الغيرة والتقصير فيها ونحن في بلادنا هذه - عمرها الله بالطاعه - لا زلنا خيرا من غيرنا في هذه المسأله ، وان كان بعض الناس قد قصروا تقصيرا بينا ..
- فترى احدهم يكون في سيارته فتنزل زوجته وتتمادى في محادثة وكان الاولىمرافقته لها . - وترى احدهم تختليامرأته بالرجال الاجانب ، بالسائق في السيارة ، او البائع في المتجر ، اوبالطبيب في العياده - او غير ذلك - ولا يرى في هذا غضاضه .وقد قال رسول الله - ص - (( الا لا يخلون رجل بإمراة الا كان ثالثهما الشيطان )) . - ومن ذلك ترك الرجل امرأته ومن في ولايته يلبسن من الملابس - عند خروجهن من البيت - ما يظهر بعضالبدن او يجسده او يصف البشرة .
- ومن صور التفريط في الغيرة : خروج الرجل بإمرته ومحارمه الى بعض التجمعات العامه كبعض الاماكن العامه
التي قد تتعرض المرأه فيها للاختلاط بالرجال ، او تكون عرضه لاطلاق ابصارهم عليها . ومن صور خفة الغيرة لدى الرجال : تركهامرأته تسافر بدون محرم ، قال رسول الله ( ص ) : * لا يخلون رجل بإمرأة الا ومعها محرم ، ولا تسافر المرأه الا مع ذي محرم ، فقام رجل فقال : يارسول الله ان امرأتي خرجت حاجه واني لكتتبت في غزوة كذا وكذا ، قال : انطلق فحج مع امرأتك * فهذا مجاهد في سبيلالله امره النبي -ص- ان يعدل عن الغزو في سبيل الله كي يرافق امرأته التيخرجت في سفر فاضل وهو سفر الحج ، ومع رفقة هم ازكى الناس واتقاهم . ثمانها قد خرجت ومضت . ومع كل هذا قال رسول الله-ص- * انطلق فحج مع امرأتك * اسباب ما سبق :
ما تقدم ذكره من الصورحكايه لواقع حاصل ومشاهد . ومع هذا فالصبغه الغالبه ولله الحمد هي المحافظه على الاعراض والغيرة عليها . فما سبب ما يحصل من بعض الناس من ذهاب الغيرة وزوال الحياء ؟ قبل الخوض في ذلك لنتحدث عن ممكانة الحياء ومنزلته في الدين . الحياء الحياء شعبه من شعبالايمان ، كما جاء في الحديث عن النبي -ص- فمن قل حياؤه نقص ايمانه . وفيالصحيحين عن النبي -ص- الحياء لا يأتي الا بخير . وفي روايه لمسلم : الحياء كله خير ، اوقال : كله خير ويروي سليمان الفارسي - رضي الله عنه - انه قال : ان الله اذا اراد بعبد هلاكا نزع منه الحياء لم تلقه الا مقيتا ممقتا . وقال الشاعر : فلا والله ما في العيش خير .. ولا الدنيا اذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير .. ويبقى العود ما بقى اللحاء وقال آخر : ان كأني من لا حياء له .. ولا امانة وسط الناس عريانا ولخفة الحياء ( لدى المرأه على الخصوص ) اسباب منها : - التساهل في التربيه عليه منذ الصغر ، فمن شب على شيء شاب عليه : ان الغصون اذا قومتها اعتدلت .. ولا تلين اذا كانت من الخشب
- كثرة احتكاك المراه بالرجال الاجانب ، وكثرة التحدث معهم . - مخالطة من قل حياؤهم ، او تكررت رؤيتهم ، سواء كان ذلك ناتجا عن السفر الىالخارج او برؤيتهم الى الاسواق او المتنزهات ، او مشاهدتهم في المسلسلات ، او نحو ذلك ، فإن الاخلاق حسنها وسيئها تكتسب بالمخالطه . - ولعل من اهم الاسباب :كثرة خروج المرأه من بيتها . قال الله عز وجل : وقرن في بيوتكن . وروى الطبراني بإسناد جيد ان النبي -ص- قال : المراه عورة وانها اذا خرجت من بيتهااستشرفها الشيطان ، وانها لا تكون اقرب الى الله منها في قعر بيتها .
استشرفها : تطلع اليها وطمع فيها وقال -ص- : لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن قالحافظ الدمياطي رحمه الله ( قد صرح ابن خزيمه وجماعه من العلماء بأن صلاتها في دارها افضل من صلاتها في المسجد وان كان مسجد مكه او المدينه او بيتالمقدس ) ولينتبه العاقلالفطن الى ان ما وصل اليه الامر في بعض بلدان المسلمين من التفسخ والتبذللم يحدث دفعه واحده انما بدأ في الغالب بدايات ساذجه حتى آل الامر الى ماآل اليه فخذ حذرك . وبعد فيها ايها المسلم حقق شهادتك ان محمدا رسول الله -ص- بأن تصدقه فيمااخبر وتطيعه فيما امر وتجتنب ما نهى عنه وزجر واياك ان تخالف امره اتباعاللهوى او مجاراة لاحد او لغير ذلك من الاسباب فقد قال عز وجل :فليحذر الذين يخالفون امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم