يقول أرسطو <العادة وليدة التكرار < حلل وناقش؟جدلية
المقدمة
ان الكائنات الحية في عالمنا تتكيف مع عالمنا الخارج فتأثر وتتأثر به من هذه الكائنات نجد الانسان الذي ميزه الله عن سائر المخلوقات بالعقل وجعل له وضائف حيوية لقضاء حاجاته اليومية كالاحساس و الادراك والذكاء والذاكرة والخيال...ان جل الافعال التي يقوم بها الانسان لها مغزىو ورائها دوافع ومقاصد فقد يمشي حتى يصل الى مكان ما لقضاء حاجتة وقد يعمل ليحقق رغباته...واذا نضرنا الى طبيعة تلك السلوكات فانا نجد منها ماهو ضروري وبحاجة اليه للعديد من المرات فنأخذ بتكراره حتى نتمكن من اعتياده و بذالك نستطيع ان نقوم به مرة أخرى بسرعة وبجهد اقل وهذا الفعل يصبح عادة.والعادة تجعل الكائن الحي قادرا على القيام بردود افعال لا تقتضي منه جهد في التكيف ولا تثير لديه اضطرابا بل تسهل عليه القيام بأعمال تخدم مصلحة معينة.فالعادة هي سلوك مكتسب عن طريق التعلم هذا السلوك المكتسب اذا ما رسخ في الذات اصبح سلوك اليا.ولقد قال عنها جميل صليبا(العادة كيفيه نفسانية تحصل بتكرار فعل مصحوب بالوعي يولد في الانسان قدرة على اداء ما كان في اول الامرعاجز عنه ).ولقد اختلف الفلاسفة في كيفية اكتساب العادة فمنهم من يقول بان العدة وليدة التكرار ومنهم من ذهب الى انها وليدة العوامل النفسية ةالاجتماعية والعقلية.وهذا ما يجعلنا نتسائل -هل العادة وليدة التكرار فقط ام ان هناك عوامل اخرى هي السبب في اكتساب العادة؟
العرض الاطروحة=
يرى بعض الفلاسفة ان التكرار يعد من العوامل الفريدة والاساسية لتعلم كل سلوك لان الانسان لا يستطيع التعود على فعل معين دون تكراره لاننا كلما كررنا الفعا ازداد ثباتا في سلوكنا ورسوخا في الخلايا العصبية وهو ما يجعلنا نقوم بالفعل بسهولة تامة ولقد عبر عن هذا الفيلسوف آرسطوفي قوله(العادة وليدة التكرار)وهذا يعني ان كلما كررنا الفعل اصبح عادة.ويقول ليبينتز(ان كل فعل في البداية عادة لانه اذا لم يبقى الفعل اثر في نفسه لم تتكون العاده وان كررت الفعل مئة مرة )ان اكتساب عادة مالا يكون دفعة واحدة بل يكون بتقسيم الفعل الى اجزاء مع مراعات التدرج.بقدر ما نكرر فعلا من الافعال كتحرير مقال فلسفي بقدر ما يزداد الفعل ثباتا داخل سلوكنا.التكرار يزيد سرعة في استجابتنا امام المأثرات كما انه ينحت على الخلايا العصبية فعلا ما فيجعلنا نقوم به بسهولة وليونة ولايجعلنا نفقده بسهولة.
النقد
لقد بالغ الذين قالو بأن كل عادة اساسها التكرار ولا تقوم الا به وهذا قول مبالغ فيه لان العادة تحتاج الى عوامل اخرى في بناءها فالعوامل النفسية تبنى على الميل والانتباه والاهتمام ايضا العوامل العقلية والاجتماعية.
عرض النقيض
ان للعوامل الفسية والعقلية والاجتماعية دور في بناء اي عادة فالعوامل الفسية تتمثل في الاهتمام والرغبة وهما من اهم شروط التعلم عند اكتساب عادة معينة لان الاهتمام والميل نحو شيء معين يسهل التعود عليه فالرغبة قويةفي النجاح في البكالوريا تسهل علينا المراجعة الىآخر الليل والاستيقاظ في الصباح الباكر.كما ان الهتمام يخلق فينا الارادة ودقة الانتباه ويجعلنا نكرس كل طاقاتنا من اجل تعلم اي شيء والتعلم اساس بناء كل عادةوالعامل العقلي هو ان يكونالادراك كنشاط ذهني حاضرعند الاكتساب والتعلم والعامل العقلي هو شرط اساسي لحصول التعلم والانسان الذي لايكون عقله حاضرا وادراكه غائبا لا يستطيع ان يتعلم الفعل الذي يريده ان يصبح عادة.والعامل الاخير هو العامل الاجتماعي والذي يتمثل في المجتمع.كما ان خروج الناس من بيوتهم لتوجه نحو الدراسة او العمل في وقت واحد ما هي الا عادة دفعنا اليها المجتمع الذي يمثله دوركايم فهو الذي نكتسب منه الاعراف والتقاليد والقيم وبذالك يكون للمجتمع دور اساسي لتكوين عاداتنا.
النقد
ان توافر تلك العوامل في ظل غياب التكرار الواعي لايؤدي الى اي نتيجة لان التكرار مهم جدا في عملية الاكتساب كتعلم السياقة فهنا مفروض علينا ان نكرر هذا الفعل حتى نكتسبه.وهذا يأدي الى القول بان العادة وليدة التكرار.
التركيب
ان التعلم مربوط بميل الشخص وتكراره لما يريد ان يتعلمه بحيث كاما زاد ميل الشخص وحبه للعمل وتكراره للعديد من المرات بقدر ما سهل عليه تعلمه وتكراره بكل سهولة ويسر كما انه بجانب التكرار يجب ان تتوفر العوامل القلية وخصوصا منها النفسية والاجتماعية لتثبيت كل عادة.
الخاتمة
وفي الاخير نستخلص بان التسليم بالتكرار وحده هو اساس تعود الاشياء هو قول صحيح ولكنه ناقص لان العدة وليدة التكرار ووليدة عوامل اخرى من نفسية واجتماعية وعقلية فتتشابك مع بعضها البعض وهذا ما يسهل اكتساب العادات