وَ أَشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّداً عَبدُهـ وَ رَسُولُهـ ... العَارفُ بِـ الله حَقًــا وَ المُـتوكِّـل عَليهـِ صِدقًــا المُتذِلل لَـهـ تَعبَّدًا ورقًـا - صلى الله عليه وعلى آله الأطهار - وَ صحَـابتُهـ الأخْيَــارْ , مَا تَعَـاقبَ الليلُ وَ النَّهـــارْ
منْ الذِي عَرف الله فَـ استَـهانْ بِـ أمرهـ أوْ تهاونَ بـِ نهيه ؟!! وَ منْ ذَا الذي عَظمهُ فَقدّم عليهْ هَواهُـ وَ مَا قَدَّرهـ مَا غدا عنه لاهـٍ ؟!!
| فـ الله سبْحـــانَه |
يُـعـبـدُ و يُحـمـد و يُـحـب لأنه أهلٌ لذلك ومستحقه ، بلْ مَـا يستحقُه - سبحانه - لا تنالــهُ قدرةَ العِــباد وَ لا تَـتَصورهـُ عُقولهم ؛ لِذلك قَال أعرف الخلق بربه -صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح :
هل نؤديها رغبة ورهبة ، خـوفًـا و طـمعًـا ؟! أم أن الطاعة أصبحت عادة من العادات نعملها كل يوم دون استشعار الهدف من أدائها ؟ و هل المرأة حين تلبس الحجاب الشرعي تلبسه لأنه شرعٌ من الله أم أنه تراث وتقاليد ؟؟
- حـالُـنـا عند فعل المعصية !
هل نحس كأننا تحت جبل يكاد أن يسقط علينا أم كذبابة وقعت على أنف أحدنا فقال بها هكذا ؟!
- حـالـنـا أثناء أداء الصلاة والقيام لرب العالمين !
هل نستشعر عظمة من نقابله فـ نخشع في صلاتنا أم تشغلنا الأفكار و الهواجس ؟؟ و هل إذا قابلنا ملكاً من ملوك الدنيا صنعنا عنده مثل ما نصنع في صلاتنا ؟!
إذا أجبنا عن هذه التساؤلات بـ كل تجرد فـ سنعرف يقيناً هل نحن معظمون لله أم لا ؟؟
و قال تعالى : ( فَسَبِحْ بِاسمِ رَبِّكَ العَظِيمْ )
| الله تبارك وتعالى | هو العظيم في ذاته ,, العظيم في أسمائه ,, العظيم في صفاته العظيم في ملكه وسلطانه العظيم في خلقه وأمره , العظيم في دينه وشرعه , و الطاعة له وحده لاشريك له , لكمال صفآته , وعظيم نعمه .. العظيم الذي لا أعظم منه , العلي بذاته فوق عرشه , العلي بقهره لجميع المخلوقات , العظيم الذي قهر جبروت الجبابرة .. و صغرت في جانب عظمته وجلاله أنوف الملوك القاهرة .. و هو سبحانه العظيم الذي خلق الخلائق كلها .. ودبر الأوامر كلها .. وهو سبحانه وحده العظيم الذي لا يعجزه شيء و لا يخفى عليه شيء و لا يمكن الآمتناع عليه على الإطلاق ..
•••
هذا هو الأساس الذي تتفرع منه سائر فروع الاعتقاد ، وقد عاب - تبارك وتعالى- على أهل الزيغ والضلال أنهم لم يقدروه حق قدره فقال :
1- الإعتناء بتلاوة القرآن الكريم وتدبرآياته. 2- التفكر في مخلوقات الله _عز وجل_؛ فيدرك من خلال ذلك عظمة خالقها _عزوجل_، 3- الاعتناء بتحقيق توحيد الأسماء والصفات ومعرفة الله _عز وجل_ وسبقت الإشارة لذلك. 4- ترك تعظيم المخلوقين ورفعهم فوق منزلتهم ، سواء أكانوا من أهل السلطان في الدنيا ، أم كانوا من الأولياء والصالحين . 5- الدعاء : وهو أنفع الأدوية وأقوى الأسباب متى ما حضر القلب وصدقت النية ؛ فإن الله لا يخيب من رجاه قال تعالى :
اقتفى الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان هذا المسلك فعظّموا الله حق تعظيمه ، وعُمرت قلوبهم بإجلال الله - تعالى - وتوقيره .
ومن أروع الأمثلة التي دوّنها التاريخ عن سلفنا الصالح ، وتعظيمهم لله عزّ وجلّ ,,
» ما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله تعالى - لما سأله أحدهم عن قوله - تعالى - الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى " كيف استوى ؟.
فما كان موقف الإمام مالك إزاء هذا السؤال ؟
يقول الراوي :
فما رأيته وجد غضب من شيء كوجده من مقالته ، وعلاه الرحضاء العرق ، وأطرق القوم ، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه ، ثم سُرّي عن مالك ،
فقال : الكيف غير معلوم ، والاستواء غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإنى لأخاف أن تكون ضالاًّ ، ثم أُمر به فأُخرج .
» ما جرى للإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - تعالى - لما مر مع ابنه عبد الله على قاص يقص حديث النزول فيقول : إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله - عز وجل - إلى سماء الدنيا بلا زوال و لا انتقال ولا تغير حال ، يقول عبد الله : فارتعد أبي ، واصفر لونه ، ولزم يدي ، وأمسكته حتى سكن ، ثم قال : قف بنا على هذا المتخرص ، فلما حاذاه قال : يا هذا رسول الله أغير على ربه - عز وجل - منك ، قل كما قال رسول الله .
•••
بل إن من العجيب أن كفار قريش كان في قلوبهم شيءٌ من تعظيم الله ،
وإليك بعض الشواهد على ذلك :
-قصة عتبة بن ربيعة حينما قرأ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فواتح سورة فصلت فلما بلغ قوله تعالى : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِعَادٍ وَثَمُودَ ) ، وضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ليسكتن .
- قصة جبير بن مطعم أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بـ الطور ، فلما بلغهذه الآية : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ ) كاد قلبي أن يطير .
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم عند الكعبة وحوله صناديد قريش فقرأ عليهم سورة النجم فلما وصل إلى السجدة في آخر السورة سجد فسجدوا معه .
|يـــــا اخوان | الأمة لن تقوم إلا إذا عظمت الله , إلا إذا وقرت ربها إلا إذا عبدت رب السماوات والأرض كما ينبغي .
» أن المسلم الذي امتلأَ قلبه بعظمة لله لديه ثقة مطلقة بـالله , فتجده هاديَ البالِ ساكنَ النفس مهما ضاقت به السبل .
» أنّ إستشعارَ عظمة الله تملأ القلب رضًا وصبرًا .
» أنّ معرفتنا بعظمةِ الله تورث القلبَ الشعورَ بمعيّته سبحانه ، وتمنحنا الطمأنينة في المحن و البَصيرة في الفتن .
» أنّ استشعارَ عظمةِ الله ومعيّته تبعَث في النفس معنى الثبات والعزّة , وتقوّي العزائم حتى في أشدّ حالات الضّعف .
•••
اللهم إنا نسألك تعظيمك والخوف منك ، و أن تمن علينا بتوبة صادقة تعيننا على طاعتك واجتناب معصيتك ,,
و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين للمزيد من مواضيعي
* نجلاء* مشرفة المنتدى العام
الجنس :
عدد المساهمات : 3657
العمر : 32
الوظيفة :
وطني :
موضوع: رد: تَـعْـظـِـيـمْ الله فـِي الْنُفُـوس الجمعة يوليو 23, 2010 1:38 pm