موضوع: اعمال محمود درويش لفلسطين السبت ديسمبر 25, 2010 3:03 pm
يوميات جرح فلسطيني
نحن في حلّ من التذكار فالكرمل فينا و على أهدابنا عشب الجليل لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها، لا تقولي! نحن في لحم بلادي.. و في فينا!
-2- لم نكن قبل حزيزان كأفراح الحمام ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل نحن يا أختاه، من عشرين عام نحن لا نكتب أشعارا، و لكن نقاتل
-3- ذلك الظل الذي يسقط في عياضرب شيطان إله جاء من شهر حزيران لكي يصعب بالشمس الجباه إنه لون شهيد إنه طعم صلاة إنه يقتل أو يحيي و في الحالين!آه!
-4- أوّل الليل على عياضرب ،كان في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل و الذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان شارع العودة من عصر الذبول.
-5- صوتك الليلة، سكين وجرح و ضماد و نعاس جاء من صمت الضحايا أين أهلي؟ خرجوا من خيمة المنفى، و عادوا مرة أخرى سبايا!
-6- كلمات الحب لم تصدأ،و لكن الحبيب واقع في الأسر_ يا حبي الذي حملني شرفات خلعتها الريخ أعتاب بيوت وذنوب. لم يسع قلبي سوى عياضرب في يوم من الأيام و الآن اغتنى بالوطن!
-7- و عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة خنجرا يلمع في وجه الغزاة و عرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة مهرجانا.. و بساتين حياة!
-8- عندما كنت تغنين رأيت الشرفات تهجر الجدران و الساحة تمتد إلى خصر الجبل لم نكن نسمع موسيقى و لا نبصر لون الكلمات كان في الغرفة مليون بطل
-9- في دمي من وجهه صيف و نبض مستعار عدت خجلان إلى البيت فقد خر على جرحي شهيدا كان مأوى ليلة الميلاد كان الانتظار و أنا أقطف من ذكراه عيدا
-10- الندى و النار عيناه إذا ارددت اقترابا منه غنى و تبخرت على ساعده لحظة صمت و صلاة آه سميه كما شئت شهيدا غادر الكوخ فتى ثم أتى لما أتى وجه إله
-11- هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء تعد الصيف بقمح و كواكب فاعبديها نحن في أحشائها ملح و ماء و على أحضانها جرح يحارب
-12- دمعتي في الحلق يا أخت و في عيّني نار و تحررت من الشكوى على باب الخليفة كل من ماتوا و من سوف يموتون على باب النهار عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة !
-13- منزل الأحباب مهجور. و يافا ترجمت حتى النخاخ و التي تبحث عني لم تجد مني سوى جبهتها أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت أتركي هذا الضياع فأنا أصفره نجما على نكبها
-14- آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبه و أنا لست مسافر إنني العاشق ،و الأرض حبيبه
-15- و إذا استرسلت في الذكرى! نما في جبهتي عشب الندم و تحسرت على شيء بعيد و إذا استسلمت للشوق، تبنيت أساطير العبيد و أنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه و من الصخر نغم !
-16- جبهتي لا تحمل الظل. و ظلي لا أراه و أنا أبصق في الجرح الذي لا يشعل الليل جباه ! خبئي الدمعه للعيد فلن نبكي سوى من فرح و لنسم الموت في الساحة عرسا.. و حياه!
-17- و ترعرعت على الجرح، و ما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليل خيمه أنا ما ضيّعت ينبوعي و عنواني و اسمي و لذا أبصرت في أسمالها مليون نجمه!
-18- رايتي سوداء، و الميناء تابوت و ظهري قنطرة يا خريف العالم المنهار فينا يا ربيع العالم المولود فينا زهرتي حمراء و الميناء مفتوح، و قلبي شجرة!
-19- لغتي صوت خرير الماء في نهر الزوابع و مرايا الشمس و الحنطة في ساحة حرب ربما أخطأت في التعبير أحيانا و لكن كنت_ لا أخجل_ رائع عندما استبدلت بالقاموس قلبي!
-20- كان لا بد من الأعداء كي نعرف أنا توأمان ! كان لا بد من الريخ لكي نسكن جذع السنديان ! و لو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان.
-21- لك عندي كلمه لم أقلها بعد، فالظل على الشرفة يحتل القمر و بلادي ملحمة كنت فيها عازفا.. صرت وتر!
-22- عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة إنه يبحث عن عينية في ردم الأساطير لكي يثبت أني : عابر في الدرب لا عينين لي1 لا حرف في سفر الحضارة! و أنا أزرع أشجاري. على مهلي و عن حبي أغني!
-23- غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة علّقت نسل السلاطين على حبل السراب و أنا المقتول و المولود في ليل الجريمة ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!
-24- آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل و آن لي أن أثبت حبي للثرى و القبرة فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان و أنا أصفر في المرآه مذ لاحت ورائي شجره
من ديوان أوراق الزيتون :
أمل
ما زال في صحونكم بقية من العسل
ردوا الذباب عن صحونكم
لتحفظوا العسل
ما زال في كرومكم عناقيد من العنب
ردوا بنات آوى
يا حارسي الكروم
لينضج العنب
ما زال في بيوتكم حصيرة . . وباب
سدوا طريق الريح عن صغاركم
ليرقد الأطفال
الريح برد قاس . . فلتغلقوا الأبواب
ما زال في قلوبكم دماء
لا تسفحوها أيها الآباء
فإن في أحشائكم جنين
ما زال في موقدكم حطب
وقهوة . . وحزمة من اللهب
عن إنسان
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى،
وقالوا: أنت قاتل
أخذوا طعامه، والملابس، والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى،
وقالوا : أنت سارق!
طردوه من كل المرافئ
أخذوا حبيبته الصغيرة،
ثم قالوا: أنت لاجئ!
يا دامي العينين، والكفين!
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقيةٌ
ولا زرد السلاسل!
نيرون مات، ولم تمت روما...
بعينيها تقاتل!
وحبوب سنبلةٍ تموت
ستملأ الوادي سنابل... !
عاد ......... في الكفن
-1-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحاً راعفاً... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا...
أخاف أن تنام!!
-2-
العمر... عمر برعمٍ لا يذكر المطر...
لم يبك تحت شرفة القمر
لم يوقف الساعات بالسهر...
وما تداعت عند حائطٍ يداه...
ولم تسافر خلف خيط شهوةٍ... عيناه!
ولم يقبّل حلوةً...
لم يعرف الغزل
غير أغاني مطرب ضيّعه الأمل
ولم يقل لحلوة: الله!
إلا مرتين!
لم تلتفت إليه... ما أعطته إلا طرف عين
كان الفتى صغيرا...
فغاب عن طريقها
ولم يفكر بالهوى كثيرا... !
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه: الوداع!
ما قال للأحباب... للأصحاب:
موعدنا غداً!
ولم يضع رسالة... كعادة المسافرين
تقول: إني عائدٌ... وتسكت الظنون
ولم يخطّ كلمةً...
تضيء ليل أمه التي...
تخاطب السماء والأشياء،
تقول: يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل! يا نجوم! يا إله! يا سحاب! :
أما رأيتم شارداً... عيناه نجمتان؟
يداه سلتان من ريحان
وصدره وسادة النجوم والقمر
وشعره أرجوحةٌ للريح والزهر!
أما رأيتم شارداً
مسافراً لا يحسن السفر!
راح بلا زواًّدة، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه؟
من يرحم الغريب؟
قلبي عليه من غوائل الدروب!
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها، يا ليل! يا نجوم!
يا دروب! يا سحاب!
قولوا لها: لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع... فوق الحزن والعذاب!
لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه...
لأنه مات، ولم يزل صغيرا!
-4-
يا أمه!
لا تقلقي الدموع من جذورها!
للدمع يا والدتي جذور،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول: يا قافلة المساء!
من أين تعبرين؟
غصًّت دروب الموت... حين سدّها المسافرون
سدّت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين!
لتمسحي الجبين والعينين
وتحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا... أحبابنا المهاجرين
يا أمه ! لا تقلقي الدموع من جذورها
خلّي ببئر القلب دمعتين!
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين!
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيت جرحه
حدقت في أبعاده كثيرا...
"قلبي على أطفالنا"
وكل أم تحضن السريرا!
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا: متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا: متى
يستيقظ الرجال!
عن الصمود
-1-
لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا!
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا!
لكنّ سهل الريح،
لا يعطي عبيد الريح زرعا!
فالام نصحي السمع للخطباء
والنيران جوعا؟
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك والأحزان... قلعا!
وإلام نحمل عارنا وصليبنا!
والكون يسعى...
سنظل في الزيتون خضرته،
وحول الأرض درعا!!
-2-
إنا نحبّ الورد،
لكنّا نحبّ القمح أكثر
ونحبّ عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهر
فاحموا سنابلكم من الإعصار
بالصدر المسمّر
هاتوا السياج من الصدور...
من الصدور، فكيف يكسر؟؟
النار تلتهم الحقول الضارعات
وأنت تسهر!
اقبض على عنق السنابل
مثلما عانقت خنجر!
الأرض، والفلاح، والإصرار،
قل لي: كيف تقهر...
هذي الأقاليم الثلاثة،
كيف تقهر؟
عن الأمنيات
لا تقل لي:
ليتني بائع خبر في الجزائر
لأغني مع ثائر!
لا تقل لي:
ليتني راعي مواشٍ في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن
لا تقل لي:
ليتني عامل مقهى في هافانا
لأغني لانتصارات الحزانى!
لا تقل لي:
ليتني أعمل في أسوان حمّالاً صغير
لأغني للصخور
يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!
يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، ولها ميلادها
كل فجر، وله موعد ثائر!
بطاقة هوية
سجّل!
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!
فهل تغضب؟
سجّل!
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلّ لهم رغيف الخبز،
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسّل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقب
صبورٌ في بلادٍ كلّ ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري...
قبل ميلاد الزمان رست
وقبل تفتّح الحقب
وقبل السّرو والزيتون
.. وقبل ترعرع العشب
أبي.. من أسرة المحراث
لا من سادةٍ نجب
وجدّي كان فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسب!
يعلّمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
وبيتي كوخ ناطورٍ
من الأعواد والقصب
فهل ترضيك منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقب!
سجل!
أنا عربي
ولون الشعر.. فحميٌّ
ولون العين.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوق كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخر
تخمش من يلامسها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاء منسيّه
شوارعها بلا أسماء
وكلّ رجالها في الحقل والمحجر
فهل تغضب؟
سجّل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضاً كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكلّ أحفادي
سوى هذي الصخور..
فهل ستأخذها
حكومتكم.. كما قيلا؟!!
إذن!
سجّل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي!!
عاشق من فلسطين \\\
عيونِك شوكةٌ في القلب
توجعني... وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها
فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزَّ عليَّ من روحي
وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ
بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ!
كلامُكِ... كان أغنيهْ
وكنت أُحاول الإنشاد
ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة
كلامك، كالسنونو، طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه
وراءك، حيث شاء الشوقُ...
وانكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفينِ
ولملمنا شظايا الصوت...
لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ!
سنزرعها معاً في صدر جيتارِ
وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها
لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ...وأحجارِ
ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ:
رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!
رأيتُك أمسِ في الميناءْ
مسافرة بلا أهل... بلا زادِ
ركضتُ إليكِ كالأيتامُ،
أسأل حكمة الأجداد:
لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْ
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناءْ
وتبقى، رغم رحلتها
ورغم روائح الأملاح والأشواق،
تبقى دائماً خضراء؟
وأكتب في مفكرتي:
أُحبُّ البرتقال. وأكرهُ الميناء
وأَردف في مفكرتي:
على الميناء
وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ
وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!
رأيتُكِ في جبال الشوك
راعيةً بلا أغنام
مطارَدةً، وفي الأطلال...
وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار
أدقُّ الباب يا قلبي
على قلبي...
يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!
رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ
محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً
رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ.
وأنتِ الرئة الأخرى بصدري...
أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي...
وأنتِ الماء، أنتِ النار!
رأيتكِ عند باب الكهف... عند النار
مُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك
رأيتك في المواقد... في الشوارع...
في الزرائب... في دمِ الشمسِ
رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ!
رأيتك ملء ملح البحر والرملِ
وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ
وأُقسم:
من رموش العين سوف أُخيط منديلا
وأـ فوقه شعراً لعياضربِ
وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا...
يمدُّ عرائش الأيكِ...
سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ:
"فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ!"
فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ
على قمرٍ تصلَّب في ليالينا
وقلتُ لليلتي: دوري!
وراء الليل والسورِ...
فلي وعد مع الكلمات والنورِ.
وأنتِ حديقتي العذراءُ...
ما دامت أغانينا
سيوفاً حين نشرعها
وأنتِ وفيَّة كالقمح...
ما دامت أغانينا
سماداً حين نزرعها
وأنت كنخلة في البال،
ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ
وما جزَّت ضفائرَها
وحوشُ البيد والغابِ...
ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ
خُذينيَ تحت عياضربِ
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، كيفما كنتِ
أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ
وضوء القلب والعينِ
وملح الخبز واللحنِ
وطعم الأرض والوطنِ!
خُذيني تحت عياضربِ
خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ
خذيني آيةً من سفر مأساتي
خذيني لعبة... حجراً من البيت
ليذكر جيلُنا الآتي
مساربه إلى البيتِ!
فلسطينيةَ العينين والوشمِ
فلسطينية الإسمِ
فلسطينية الأحلام والهمِّ
فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ
فلسطينية الكلمات والصمتِ
فلسنينية الصوتِ
فلسطينية الميلاد والموتِ
حملتُك في دفاتريَ القديمةِ
نار أشعاري
حملتُك زادَ أسفاري
وباسمك، صحتُ في الوديانْ:
خيولُ الروم!... أعرفها
وإن يتبدَّل الميدان!
خُذُوا حَذَراً...
من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ
أنا. ومحطِّم الأوثانْ.
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان!
وباسمك، صحت بالأعداءْ:
كلي لحمي إذا نمت ياديدانْ
فبيض النمل لا يلد النسور
وبيضةُُ الأفعى...
يخبىء قشرُها ثعبانْ!
خيول الروم... أعرفها
وأعرف قبلها أني
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!
"يوميات الحزن العادي\\\
اوقفتني جندية صغيرة وسألتني عن قنبلتي وصلاتي. قلت للجندية الصغيرة: أنا لا أُحارب ولا أُصلي. قالت الجندية الصغيرة: لماذا جئت الى القدس اذن؟
قلت: لأعبر بين القنبلة والصلاة
على ذراعي اليمنى آثار الحرب
وعلى ذراعي اليسرى آثار رب
لكنني لا أحارب ولا أصلي
قالت الجندية: وماذا تكون؟
قلت: ورقة (يا نصيب) بين القنبلة والصلاة.قالت: ماذا تفعل لو ربحت؟
قلت: اشتري لوناً لعيني حبيبتي
حسبتني الجندية شاعراً فأخلت سبيلي
من يوميات اثر الفراشة \\
أَثر الفراشة
أَثر الفراشة لا يُرَى أَثر الفراشة لا يزولُ هو جاذبيّةُ غامضٍ يستدرج المعنى، ويرحلُ حين يتَّضحُ السبيلُ هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ أشواقٌ إلى أَعلى وإشراقٌ جميلُ هو شامَةٌ في الضوء تومئ حين يرشدنا الى الكلماتِ باطننا الدليلُ هو مثل أُغنية تحاولُ أن تقول، وتكتفي بالاقتباس من الظلالِ ولا تقولُ... أَثرُ الفراشة لا يُرَى أُثرُ الفراشة لا يزولُ