بين الســــــــــــــــــــــــــــيف و غمــــــــــــــــــــــــــــــــده
السيف : أرجوك أيها الغمد أن تبتعد , فأنا محموم والجمر يأكل من جنبي الصدأ أرجوك أن تبتعد ويكفي عمري الذي قضيته في غيبتك
الغمد : على رسلك أيها السيف فليس كل شيء يؤخذ بالعاطفة ولا كل شيء يؤخذ بالغضب
السيف : ألا تستحي أتقول لي على رسلك ! وأنت ترى النساء المسلمات واقفات على الجدران ينتظرن السبي وفي عيونهن ألف موجة احتقار ألا تستحي وأطفال المسلمين يزحفون على الشوارع كي يقبّلوا أحذية الطغاة .
الغمد : ماذا نفعل نحن الآن في حالة ضعف وسنبقى في دار الأرقم حتى يكون عندنا طائرة ومدفع
السيف : ( مقاطعاً ) أرجوك ألا تكمل لقد سئمت من هذا الكلام الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من الدار لم يعد إليها بينما نحن بأقدامنا دخلنا فأغلقت المباحث الأبواب علينا
الغمد : كان لا بد أن ندخل فالبشر في كل مكان لا يرحم
السيف : أتذكر أنك قلت من قبل هذا الكلام عندما ضاعت الأندلس وبخارى وسمرقند ألا تذكر أنك خبأت عيني عندما احترقت فلسطين وقلت لي انتظر حتى نأخذ الورقة من مجلس الأمن فأي ذل هذا أن نصلي بالإذن
الغمد : أنا مثلك لا حول لي ولا قوة
السيف : إذاً فابتعد أنا لن أهادن بعد اليوم أنا لن أسالم ففلسطين تقف تحت خشبة المصقلة تستصرخ تنادي فينا بقايا المروءة بقايا الرجولة في الأمة النائمة وأنت أيها العاقل تقول لي تمهل ؟! هذا فراق بيني وبينك إلى الأبد