هاجم، أمس، الإعلام المصري بشدة حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري بعد أن رهن الفراعنة بشكل كبير جدا تأهلهم إلى كأس إفريقيا 2012، عقب خسارتهم أول أمس أمام جنوب إفريقيا بهدف نظيف، وهم الذين توجوا بلقب النسخ الثلاث الأخيرة لـ"الكان"، حيث يحتل أشبال المعلم المركز الأخير بنقطة يتيمة لا تضمن تواجد المنتخب المصري في غينيا الاستوائية والغابون العام القادم، وحمّل الإعلام المصري الخسارة والخروج المبكر "بنسبة مئوية كبيرة" للفراعنة من "الكان"، إلى المدرب شحاتة، نتيجة الأخطاء التكتيكية وإصراره على رفض التغيير الرياضي في تشكيلته، بعد أن وقف ضد إرادة الشعب المصري وتغيير نظام مبارك في وقت سابق.
وصبت مختلف عناوين الصحف المصرية الصادرة أمس، في خانة واحدة وهي المطالبة برحيل شحاتة، ووصفت بعضها خسارة أشبال "المعلم" بالرسالة المذّلة للثورة المصرية، التي لم يحبها ولم يدافع عنها شحاتة نكاية في ملايين المصريين وحبا في عائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك، في حين تهكمت صحف أخرى على لاعب الزمالك السابق، بالقول إنه خسر لقاء "إليس بارك" حزنا على فراق مبارك وأبنائه بعد أن كان المستفيد الأول من "ريع وحق" المصريين المغلوبين على أمرهم في عهد الرئيس السابق، وطالبت الصحف المصرية مدرب المنتخب المصري بالاستقالة، التي رفضها شحاتة على الأقل إلى غاية مساء أمس، وكأنه يريد الرحيل على طريقة "معلمه" حسني مبارك، أي بالخلع والطرد.
الشارع المصري لم يغفر لشحاتة "ولاءه" لمبارك إلى ذلك توافق رأي الشارع المصري مع ما ذهب إليه الإعلام المحلي، وطالب بإقالة شحاتة فورا، لأنه كان سبب الخسارة أمام منتخب الأولاد كسبب ثانوي، ولأنه كان ضد ثورة 25 يناير ومع بقاء مبارك كسبب رئيسي، وكان المصريون طالبوا مباشرة بعد سقوط النظام السابق بإبعاد شحاتة، الذي فقد محبة المصريين وأجج غضبهم حوله، خاصة بعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها عندما طلب منه خفض راتبه المقدر بنصف مليون جنيه، رغم مطالب ملايين المصريين، حيث أكد أنه لن يقبل بتخفيض الراتب الذي حدده له جمال مبارك ولو بمليم واحد، في موقف حشد المزيد من المطالبين برأسه للتخلص من آخر بقايا النظام البائد.
اجتماع حاسم الأربعاء لتقرير مصير "المعلم" وينتظر أن يفصل الاتحاد المصري لكرة القدم غدا الأربعاء في مصير المدرب حسن شحاتة، حيث سيعقد اجتماعا طارئا لتأكيد بقاء "المعلم" من عدمه على رأس العارضة الفنية للمنتخب المصري، وهو الاجتماع الذي ينتظره الشارع المصري على أحر من جمر، إلى درجة أن رواد المنتديات المصرية وصفوه بـ"أربعاء رحيل شحاتة"، تجسيدا لمطلب وإرادة الشعب المصري غير الراغب في بقاء أحد رموز النظام السابق، كما وصفه المصريون، وأداة إلهاء الشعب وتغييبه عن الواقع كما نعته الإعلاميون والمعارضون لنظام مبارك.
حتى إنت يا زاهر..إرحل ولم يقتصر غضب الشارع المصري بعد "خيبة الإليس بارك" على الطاقم الفني لمنتخب الفراعنة، بل تعداه إلى رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر المغضوب عليه منذ مدة بسبب اتهامه في قضايا فساد، واستغلال الكرة المصرية للثراء الشخصي، فضلا عن تحميله المسؤولية الكاملة لما حدث بين مصر والجزائر في التصفيات المونديالية، حيث طالب المصريون أيضا برحيل زاهر وحاشيته لإحداث القطيعة الكاملة والشاملة مع بقايا النظام السابق، وفتح صفحة جديدة للكرة المصرية تكسبها محبة ومودة الغير حتى ولو كان ذلك دون تحصيل الألقاب، كما ذهب إليه الكثير من المصريين، بعد أن أصبحت الكرة المصرية في عهد زاهر وشحاتة سببا للمشاكل والأزمات خارجيا وللتخدير والتغييب داخليا.