مشاهد كثيرة تثير في النفس الأسى، وتحرك فيها مشاعر العطف، ولعلَّ أصدق هذه المشاهد منظرالطفل البدين الذي يمشي متثاقلاً في مشيته متكئاً على والديه، وقد بدأ يلهث بعد خطوات قليلة!. وبداية: يختلف حجم الجسم من شخص إلى آخر، ويختلف استعداد الأطفال للبدانة إذ يحدث عن طريق زيادة عدد الخلايا الشحمية في الجسم، أو بسبب زيادة حجم هذه الخلايا بعد أن تمتلئ بالمواد الدسمة لتنتفخ وتكون النتيجة طفلاً. إن هناك عوامل كثيرة تساعد على ظهور الطفل البدين ولعل الوراثة من الأسباب المهمة التي تؤدي دوراً مهماً، فكما أن الطفل يرث من والديه الصفات الشكلية كالطول ولون العيون فإنه يرث البدانة ويكون سميناً كأبيه أو أمه. ولوحظ أن تقديم التغذية الصلبة للطفل بشكل أكبر يؤدي إلى كسب وزن سريع، فقد تقدم الأم الأطعمة لطفلها المشاكس أو الذي يبكي كثيراً كوسيلة لإسكاته، مما يؤدي إلى تشكل عادات سيئة لديه، إذ يطلب الطعام الإضافي للتغطية على فشله في دراسته أو تعبيراً عن اضطرابات نفسية عنده، كما يحدث مثلاً عند ولادة طفل جديد في الأسرة، فتبدو الغيرة من الطفل الجديد في زيادة التناول من الطعام، وتؤدي قلة الحركة إلى تراكم الشحوم في جسمه، وحدوث البدانة. كما أن هناك كثيراً من أمراض الغدد التي تؤدي إلى زيادة الوزن كأمراض الغدة الكظرية وهي غدة فوق الكلية، أو مرض السكري. وتصبح البدانة واضحة في أي عمر لكنها أكثر شيوعاً في السنة الأولى والخامسة وخلال المراهقة، وعندما يكون السبب زيادة كمية الطعام، فإن الطفل يبدو أطول من زملائه. وقد يحدث البلوغ المبكر عند الأطفال البدينين في بعض الحالات، مما يؤدي إلى قصر أطوالهم في النهاية. كما لوحظ أن الأطفال البدينين يعانون من اضطرابات نفسية وعاطفية قد تكون عاملاً مهماً في استمرار البدانة.