1- السَّلفيَّة هي الرُّجوع إلى القرآن :
قال مالكٌ –رحمه الله- : "القُرْآنُ هُوَ الإِمَامُ ، فأمَّا هذا الـمِرَاءُ فَمَا أَدْري مَا هُوَ ؟" رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/510)
وقال مالكٌ : "إن استطعتَ أن تتَّخذَ القرآنَ إمامًا فافعل ، فهو الَّذي يَهْدِي إلى الجنَّةِ" الجامع لابن أبي زيد (ص:195)
2- السَّلفيَّة هي التمَسُّكَ بالسُّنة :
قال ابنُ وهب : كُنَّا عند مالكٍ فذُكِرَت السُّنَّةُ فقال مالكٌ : "السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوح ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرقَ" رواه الهرويّ في ذمّ الكلام (872) والخطيب في تاريخ بغداد (7/336)
وقال مالِكٌ : "مَنْ أَرَادَ النَّجاةَ فَعَلَيْهِ بكتابِ اللهِ وسُنَّةِ نَبيَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم" رواه الهوريّ في ذمّ الكلام (864)
وقالَ ابنُ وهب : سمعتُ مالكَ بنَ أنس يقولُ : "الْزَمْ
مَا قَالَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حجَّةِ الوادع :
أمْرَانِ تَركْتُهُمَا فِيكُم لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا :
كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ" الاِعتصام للشَّاطبي
قال
مَعِنُ : كَتبَ إلى مالكٍ رجلٌ من العرب يسألُ عن قومٍ يُصَلُّونَ
ركعتين ، ويَجْحَدُونَ السُّنَّة ، ويقولون : ما نَجِدُ إلاَّ صلاةَ
ركعتين ، قال مالِكٌ : "أرَى أنْ يُسْتَـتَابُوا ، فإنْ تَابُوا وإلاَّ قُتِلُوا" رواه ابن أبي زمنين في السّنة (246)
3- السَّلفيَّة هي الرُّجوع إلى الدِّين الَّذي كانَ عليهِ السَّلفُ الصَّالِحون الوُقوفُ حيث وقفُوا :
قال أبو إسحاق الفَزَاريّ : "مَالِكٌ حُجَّةٌ رَضِيٌّ كَثيرُ الاِتِّباع للآثارِ" ترتيب المدارك للقاضي عياض
ذُكِرَ
عن مَالك بن أنس رجلٌ يقول : أنا عند الله مؤمن ، قال السَّائلُ للإمام :
وما أنكرتَ مِنْ قولِهِ يا أبا عبد الله ! فسكتَ عنِّي وأَطْرَقَ ساعَةٌ
، ثمَّ قالَ : "لَـمْ أَسْمَعْ السَّلَفَ يَقُولُونَهُ" رواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/108)
قالَ أشهب : سمعتُ مالكَ بنَ أنس يقولُ : "إيَّاكُمْ
والبدَع ! قيلَ : يا أبا عبد الله ! ومَا البِدَع ؟ قالَ : أهلُ
البِدعِ الَّذين يَتَكَلَّمُونَ في أسماء اللهِ وصفاته وكلامِه وعَلْمِهِ
وقُدْرَتِهِ ، ولاَ يَسْكُتُونَ عَمَّا سَكَتَ عَنْهُ الصَّحَابَةُ
والتَّابِعُونَ لهُمْ بإِحْسَانِ" رواه الهرويّ في ذمّ الكلام (858)
قال أبو طالب المكّيّ : "كان
مالكٌ أَبْعَدَ النَّاس منْ مَذاهِبِ الـمُتكَلِّمينَ وَأشدَّهُم
بُغْضًا – أو نَقْصًا – للعرَاقيِّينَ ، وأَلْزَمَهُمْ لِسُنَّةِ
السَّالِفِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ والتَّابِعين" ترتيب المدارك للقاضي عياض
وأنكرَ مالكٌ كثيرًا مِن المسائل ، وقالَ فيها : "لَمْ
يَكُنْ مِنَ الأَمْر القَديم ، وإنَّما هَوَ شَيْءٌ أُحْدِثَ ، وَلَمْ
يَأتِ آخِرُ هذِهِ الأُمَّةِ بِأَهْدَى مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَوَّلُهَا" الاعتصام للشَّاطبي ، وقال : "ولا
يُصْلِحُ آخرِ هذهِ الأُمَّةِ إلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا ، ولم
يَبْلُغْني عن أوَّلِ هذِه الأُمَّةِ وصَدْرهَا أنَّهُمْ كَانُوا
يَفعَلُونَ ذلكَ" الشّفا للقاضي عياض (2/88) ، وقال : "مِن العِبْرَةِ أنَّ مَنْ مضى لم يَكن يفعلُ ذلكَ" الجامع لابن أبي زيد (ص:227)
4- السَّلفيَّة هي النُفُور منَ البدَع ومُخَالفةِ السُّنن والإحْدَاثِ في الدِّين ما ليسَ منهُ :
"وقد كان مالكٌ يَكْرَهُ كُلُّ بدعةٍ ، وإنْ كَانَتْ فِي خَيْرٍ" رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها
قال سفيان بن عيينة : سألتُ مالكًا عَمَّنْ أَحْرَمَ مِن المدينة وَرَاءَ الـمِيقات ، فقال : "هذا مُخالِفٌ للهِ ورسُولِهِ أَخْشَى عليهِ الفِتْنَة في الدّنيا والعذابَ الأليم في الآخرة ، أما سمعتَ قولَهُ تعالى : ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ومِنْ أَمْرِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يُهِلَّ مِنَ الـمِيقاَت" ترتيب المدارك للقاضي عياض
جاء
رجلٌ إلى مالكٍ وسَأَلَهُ عن مسألة ، فقالَ لَهُ : قالَ رسولُ صلَّى
الله عليه وسلَّم كَذَا ، فقالَ الرّجُلُ أَرَأيْتَ ... قال مالِكٌ : "﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾" رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/326)
وقالَ مالِكٌ : "مَنْ
أحْدَثَ في هذه الأُمَةِ شيئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْه سَلَفُهَا فَقَدْ
زَعَمَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم خَانَ الدِّينَ ، لأنَّ
الله تعالى يقولُ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ ، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينَا لاَ يَكُونَ اليوْمَ دِينًا" الاعتصام للشّاطبي
وقالَ مالكٌ : "ما قَلَّت الآثارُ في قَوْم ، إلاَّ ظَهَرَتْ فِيهم الأهْوَاء" رواه الهرويّ في ذمّ الكلام (869) والخطيب في الفقيه والمتفقه (384)
وقال عبد الله بن نافع : سمعتُ مالكَ بن أنسٍ يقولُ : " ... مَن مَاتَ عَلَى السُّنَّة فَلْيبْشِرْ ، مَن مَاتَ عَلَى السُّنَّة فَلْيبْشِرْ" رواه الهوريّ في ذمّ الكلام (866)
5- السَّلفيَّة هي دعوة التعلُّم والتفقُه في الدِّين :
قالَ عُبيد بن أبي قُرَّةَ : سمعتُ مالكَ بنَ أنسٍ يقولُ : ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ[b][size=21]﴾ ، قالَ بِالعِلْمِ" رواه البيهقي في المدخل إلى السّنن (251)[/size][/b]
قالَ سعد بن عبد الحميد بن جعفر : سمعتُ مالكَ بنَ أنس يقولُ : "لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ يَكُونُ عندَهُ العِلْمُ أنْ يَتْرُكَ التَّعَلُّمَ" رواه ابن عبد البرّ في جامع العلم (376)
قالَ خالد بن خداش : وَدَّعْتُ مالكَ بنَ أنس ، فقلتُ :يا أبا عبد الله ! أوْصِنِي ، قالَ : "تَقْوَى الله، وطَلَبُ العِلْمِ مِنْ أَهْلِهِ" رواه الهرويّ في ذمّ الكلام (873)
قال سعيد بن بشير : "وقد كان يقراُ على مالك موطَّأَهُ" قال لي : "يا
ابنَ أخي! تفَقَّهْ تَعْلُ – مِن العُلُّوّ - ، تَفَقَّهْ يَرْفَعْكَ
اللهُ بالعِلْمِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، واعْلَمْ يا ابْنَ أخِي ! أنَّ
العِلْمَ لاَ يَحْتَمِلُ الدَّنَس ، وَفَّقك اللهُ ، أَرْشَدَكَ اللهُ ،
سَدَّدَكَ اللهُ" رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/290)
6- السَّلفيَّة هي دعوة العَمَل بالعلم والتزكيَة للنَّفس :
قال ابنُ وهب : قيلَ لـمالكِ بن أنس : مَا تَقُولُ في طَلَب العِلْمِ ؟ قالَ : "حَسَنٌ جَميلٌ ، ولكنَّ انْظُر الَّذي يَلْزَمُكَ مِنْ حِينَ تُصْبحُ إلى حِينَ تُمْسي فَالْزَمهُ " رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/319)
وقالَ مالِكٌ : "وَحَقٌّ عَلَى مَنْ طَلَبَ العِلْمَ أنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينةٌ وَخشيَةٌ ، والعِلْمُ حَسَنٌ لِمَنْ رُزِقَ خيْرَهُ .. " رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/320)
وقالَ خالد بن نزار : سمعتُ مالكَ بنَ أنس يقولُ لفَتي مِن قُريْش : "يَا ابْنَ أخِي ! تَعَلَّمِ الأَدَبَ قَبلَ أنْ تَتَعَلَّمَ العِلْمَ" رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/330)
7- السَّلفيَّة هي دعوة التعليم ونَشرِ العِلْمَ والسُّنن :
قال
أسدُ بن الفرات عن رحلتِهِ إلى الإمامِ مالكٍ : فَلَمَّا ودَّعْتُهُ
حينَ خُرُوجي إلى العراق ، دَخَلْتُ عليه وصَاحِبَانِ لِي ، وهُمَا :
حارِث التّميمي وغالبٌ صهْرُ أسَدٍ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَوْصِنَا ، ... وَقَالَ لصاحِبَيَّ أُوصِيكُمَا بتَقْوَى اللهِ والقُرآنِ ونَشْرِ هَذَا العِلْمَ" ترتيب المدارك للقاضي عياض