بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله و بعد... . فهذه جملة من الصفات السيِّئة، نسأل الله أن يطهِّرنا منها أجمعين؛ حتَّى نكون من الصادقين الذين يحبُّون الله ورسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأن حقيقة المسلِم تظهر في التمسُّك بصفات الطُّهر والنقاء، وتجنُّب صفات أهل النِّفاق والكفر والشِّرك وهذه الصفات هي *الاستهزاء والسُّخرية من المارَّة: كان قوم لوطٍ يحذفون النِّساء بالحصى، ويستخِفُّون بالغريب والخاطر عليهم؛ روته أمُّ هانئٍ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في "مسند أحمد *نَبْذ الحياء في جميع الأمور: وهذه صفةٌ من صفات قوم لوطٍ أيضًا؛ أي: إنَّهم كانوا لا يُبالون بأحد، ولا يستحيون في جميع الأمور. *الصَّفير: كان قوم لوطٍ يصفِّرون عندما يريدون مناداة بعضهم بعضًا، وقد أُثِر عن ابن عباسٍ أنه قال: "مِن عملهم - أي: من علامات قوم لوط - تصفيفُ الشَّعر، وحلُّ الأزرار، والرمي بالبندق والخذف، والقمار بالحمام، والصَّفير، ومَضْغ العِلْك *الجلوس في قارعة الطريق لغير ضرورة: وقد نَهى النبيُّ عن ذلك حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيَّاكم والجلوسَ على الطُّرقات))، فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنما هي مجالسنا نتحدَّث فيها، قال: ((فإذا أبيتم إلاَّ المَجالس فأعطوا الطريق حقَّها))، قالوا: وما حقُّ الطريق؟ قال: ((غضُّ البصر، وكف الأذى، وردُّ السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهي عن المنكر))؛ متفق عليه، وهذا لفظ البخاري *إنزال السروال إلى حدِّ عظام الحوض: وهي صفة منكَرة، ذكروا أنَّها من صفات قوم لوط، كما ذُكر عن ابن عباس - رضي الله عنه - ومكحولٍ وغيرهما، وأنَّ الذي أعاد نشْرَها في في زماننا هم مصمِّمو الأزياءِ الشاذُّون جنسيًّا من اليهود. *تشبُّه الرِّجال بلباس النساء، والنساء بلباس الرِّجال: وهذه أيضًا من صفاتِهم، نهى عنها النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كثير من الأحاديث. *كثرة المزاح الذي يتجاوز صاحبه بلفظه ومعناه الحدود الشرعية فانه رسول الشر وتذهب معه هيبة العالم فيخف وزنه. وثلاث صفات ذميمة أخطر ما يفتك بالإيمان ٬ الكبر و الرياء و الحسد فالكبر داء المترفين و الرياء داء العابد و الحسد داء العلماء فكن حذرا من ذلك... قال بن القيم رحمه الله. في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان ، وهوى بلعام ، وحيل أصحاب السبت ، وتمرد الوليد ، وجهل أبي جهل وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب ، وشره الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجعل ، وعقوق الضب وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفة الفراش ، ونوم الضبع غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك ، فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند ، ولايصلح لعقد : ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ) ، فما اشترى إلا سلعة هذبها الإيمان ، فخرجت من طبعها إلى بلد سكانه التائبون العابدون. الفوائد لابن القيم