موضوع: رسالة الى حواء الأحد فبراير 28, 2010 12:48 am
تزوجت أسماء بنت أبي بكر الصديق من الـر بن العوام رضي الله عنهما , وأحبته وأخلصت في خدمته على الرغم من فقره وعوزه , وهي كانت تعيش في عيش رغيد في بيت أبها الصديق , لكنها تحملت وصبرت من أجل زوجها , بل زيادة على عملها في بيتها كانت تذهب إلى مزرعة زوجها لتجمع النوى وتحمله على رأسها حتى البيت وتطحنه لفرس الـير المسمى بـ( اليعسوب ) وكانت تعاني من التعب مالا يعلمه إلا الله . زارها أبوه مرة فرآها متعبة ومجهدة فدار بينهما هذا الحوار : الصديق : أتحبين زوجك يا أسماء ؟ . أسماء : لولا أني أحبه ما صبرت على كل ذلك . الصديق : أتحبين أن تبعثي يوم القيامة و أنت زوجة له أم زوجة لرجل أكثر ثراء منه ؟ أسماء : أحب أن أبعث و أنا زوجة له . الصديق : إذن يا بنية فاصبري , فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها ولم تتزوج من بعده جمع بينها في الجنة . مات الـير بن العوام قبلها بسنوات طويلة ولم تتزوج أسماء من بعده وظلت وفية لذكراه .
وحدث في يوم أنها كانت راجعة من مزرعة زوجها وهي تحمل على رأسها كيسا مملوءا بالنوى لليعسوب في شدة القيض والعرق يتصبب على وجهها وهي تعاني من ثقل الكيس . فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض الصحابة وهو راكب دابته . و على الرغم من شدة حبها للرسول صلى الله عليه وسلم ولهفتها للسلام علية شأنها شأن أي مسلم ومسلة إذا رآه , إلا أنها تذكرت غيرة زوجها الـير عليها لوجود رجال مع النبي فتابعت مسيرها و كأنها لم تر أحدا , إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآها وعرفها وكانت لها منزلة عظيمة في قلبه فهي ابنة صاحبه وأخت أحب زوجاته وهي ذات النطاقين , فأشفق عليها ودعاها لكي يردفها خلفه , فلم تفضل ذلك الشرف العظيم على جرح مشاعر زوجها فاعتذرت من الرسول صلى الله عليه وسلم وتابعت سيرها حاملة كيس النوى على رأسها . والأروع من ذلك أنها أخبرت زوجها بما دار بينها وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام وما كانت تخفي عنه شيئا مهما كان صغيرا , فأشفق عليها وقال: والله يا أسماء .. لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه.
رحمك الله يا أسماء ورضي عنك , ورحمك الله يا بن العوام ورضي عنك فتأملي أختي الكريمة في هذا العصر التعامل بين الزوجين وكيف طغت المادة على الحب والتضحية