موضوع: الجزائر..تونس*****اخوة يشهد لها التاريخ الثلاثاء مارس 02, 2010 10:29 am
:D
d]]في شهر فيفري سنة 1958 لم تحتفل تونس بعد بعيد استقلالها الثاني ولم تنعم طويلا بعيد الحرية عندما راحت فاتحة ذراعيها لإخواننا الجزائريين التائقين بدورهم إلى الانعتاق من نير الاستعمار البغيض خاصة وأن الثورة التحريرية دخلت مرحلتها الحاسمة . ولم تكن تونس ملاذ المدنيين فقط بل اتخذ منها المقاومون قواعد آمنة فكانت منطلقا للعديد من العمليات الموجهة ضد المستعمر. وقد لعبت جهة الكاف دورا كبيرا في هذا الاتجاه. ولم يكن ذلك ليرضي السلطة الاستعمارية بالجزائر ولا الأوساط اليمينية المتطرفة في فرنسا .
ويوم السبت 8 فيفري 1958 هو يوم سوق أسبوعية بقرية ساقية سيدي يوسف ولم يكن المستعمر الفرنسي يجهل ذلك عندما اختار هذا اليوم بالذات للقيام بعدوانه الغاشم على هذه القرية الآمنة. وقد صادف ذلك اليوم حضور عدد هام من اللاجئين الجزائريين الذين جاؤوا لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي. وقد كانت مفاجأة كل هؤلاء المدنيين العزل كبيرة عندما داهمت القرية حوالي الساعة الحادية عشرة أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة وراحت تدكها دكا. واستهدف القصف دار المندوبية (المعتمدية) والمدرسة الإبتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين العزل الفارين بأرواحهم بعيدا عن القرية. تواصل القصف باستمرار نحو ساعة من الزمن مما حول القرية إلى خراب وقد بلغ عدد القتلى 68 منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الإبتدائية و 9 نساء وعون من الجمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87 جريحا. أما الخسائر المادية فتمثلت في تحطيم خمس سيارات مدنية منها شاحنات للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي. وتحطيم المباني العمومية التالية : دار المندوبية، مركز الحرس الوطني، مركز الجمارك، إدارة البريد، المدرسة الإبتدائية، إدارة الغابات وإدارة المنجم. وتحطيم 43 دكانا و97 مسكنا. وقد كان مندوب الصليب الأحمر (هوفمان) متواجدا بساقية سيدي يوسف أثناء القصف. فقد وصل ومعاونوه حوالي الساعة العاشرة قصد توزيع الإعانات الغذائية وغيرها على اللاجئين الجزائريين. وقد كان بصدد زيارة مأوى اللاجئين صحبة المعتمد عندما وقع القصف. وصرح في شهادته أن القاذفات الفرنسية التي هاجمت الساقية ودمرتها حطمت أيضا عربات الشحن التابعة للصليب الأحمر . . . وهي أربعة عربات : ثلاثة عربات منها تابعة للصليب الأحمر السويسري وواحدة تابعة للهلال الأحمر التونسي وكلها مشحونة بالملابس المعدة لتوزيعها. وقد نددت الصحف في مختلف أرجاء العالم بهذا العدوان الغاشم فكان حصاد فرنسا من هذه العملية إدانة المجتمع الدولي لهذه الجريمة النكراء. فقد أعطت حوادث الساقية دفعا جديدا للعمل الوطني سواء التونسي أو الجزائري وركزت من جديد أسسه المغربية إضافة إلى مساندة الرأي العام العالمي الذي أدان بالإجماع أشكال الإستعمار التي تمارسها فرنسا بشمال إفريقيا وكانت بداية النهاية المتمثلة في الضغط على فرنسا داخليا وخارجيا ودفعها للإسراع بحل ما تبقى من المسائل المتعلقة بشمال إفريقيا. ساقية سيدي يوسف ضربت إذن موعدا مع التاريخ لا فقط لتجسيم النضال المغاربي المشترك في أسمى معانيه بل وخاصة لتكون المنعرج الحاسم في تاريخ تونس والجزائر المعاصر فلا غرو إذا كانت الإنطلاقة الأولى بالمطالبة بالجلاء التام عن كامل التراب التونسي إثر أحداث الساقية وتواصلت المواجهة بين التونسيين وقوات الإحتلال إلى أن أجبرت هذه الأخيرة على مغادرة التراب التونسي بلا رجعة. ولا غرو إذا اتخذ الكفاح المسلح داخل الجزائر منعرجا جديدا بداية من سنة 1958 إلى أن تحررت الجزائر سنة 1962 بعدما رزحت تحت أبشع استعمار عرفته دولة عربية لمدة 130 سنة. وإيمانا من الدولتين الشقيقتين تونس والجزائر بأهمية ما ترمز إليه حوادث الساقية من تشابك الحاضر ووحدة المصير تسهر القيادتان على إحياء الذكرى سنويا بالإلتقاء في مهرجان احتفالي على أرض الساقية لدراسة الواقع واستشراف المستقبل. وستبقى الساقية شاهدة عبر التاريخ على أن الحواجز والحدود لم تفصل يوما بين الشعبين المتجاورين العربيين المسلمين تونس والجزائر.[/b]
LEONEL عضو جديد
الجنس :
عدد المساهمات : 43
العمر : 29
وطني :
موضوع: رد: الجزائر..تونس*****اخوة يشهد لها التاريخ السبت أبريل 17, 2010 2:06 pm
abdo.lotfi عضو متيز
الجنس :
عدد المساهمات : 697
العمر : 31
الوظيفة :
وطني :
موضوع: رد: الجزائر..تونس*****اخوة يشهد لها التاريخ الإثنين مايو 24, 2010 6:08 pm