:D
للحَظة كَان المَكان مِنْ حَولكَ هَاديء ... مَددت جَسدك فَوق سَرير كَبير وَ نَظرت للسقف
فَجأءة وَ دون أَن تُغمض عياضرب رأيت نَفسك تَركض .. تَقفز .. تَضحك .. تَلعب
ثُم رأيت نَفسك في حَي قَديم مَع مَجموعة مِنْ الأَصدقاء
كُنتم أَربعه .. لا بَل سِته .. لالا كُنتم عشره
كَان بَينكُم الشَقي .. الضَاحك .. الهَادئ .. الصَبُور .. المُفَكر .. الغبي .. النَحِيَل .. السَمِيَنْ .. القَوي .. الضَعِيف
كُنتم أصدقاء شَارع وَاحد وَ مَدينة وَاحدة
لالالا بَل كُنتم كَأخوة لا يُفرق أَحدكم مَنزله عَن الآخر ..
كُنتم دَائِماً تَلتقُون بَعد العَصر وَ تَنقسِمُون لمجمُوعَتين
كَان بَين أَيديكُم حَبلٌ طَويل نَوعاً مَا
خَمسة يُمسكونه مِنْ طَرف مُحاولِين سَحبه مِنْ الخَمسة الذين يُمسكونه مِنْ الطَرف الآخر وَ في المُنتصف حُفرة صَغيرة
إن سَقط فِيهَا أحد مِنْ الفريق الأَول فَاز الفَريق الثَاني وَ العَكس صَحِيَح
وَ أَنت عَلى حَالتُكَ هَذه إبتسَمت و أغمضت عَياضرب لبُرهة ثُم فَتَحتهُمَا وَ عَاودت النَظر لترى السَقف أَكثر إتسَاعاً
هَذه المَرة رأيت مَنزلاً صَغير .. وَ حَديقة ..
رأيت نَفسك تُهرول وَ الثَمانية البَاقِين يُهرولوَنْ معك وَ أَعينهُم تَبحث عَن مَكان يَختبِئُوَن فِيه
وَ عَاشِركُم يقُول بصَوت مُرتفع 1 , 2 , 3 , 4 , 5 و دُون أن تَشعُر أَغمضت عَياضرب وَ وَجدت شَفاتك تُكمل قَائِلة 6 , 7 , 8 , 9 , 10
و عدت لتفتح عياضرب مرة أُخرى و لكنك لم تبتسم هذه المرة .. فلا أَحد في السَقف ... لا أَحد
ضَحكت بِقوة وَ هَززت رأسك وَ قُلت فِي نَفسك
مُحَالٌ أَن أَهرب مِني ... مُحَالٌ أَن أُصبح خَلفي ...
مُحَالٌ أَن أَعبر الطَريق الى الطَرف الآخر لأَننا سَنبدو مُتشَابِهين تَماماً حِين نَتقَابل فِي طَريق عَودة كُل منا الى بَيته
..
..
تَأمَلوا هَذه المَشاهد القَدِيمة وَ أَخبِروني مَاذا خَطر فِي بَال كُلاً منكُم
هَل إبتسَمتُم .. عَبستُم .. كَيف حَال مَلامِحكُم الآن .. كَيف هِي قُلوبكم الآن
أَخبِروني
أممممممممم
لالا لاتُخبروني
دعوا الذَاكرة تَنتعِش لِتُخبِرني كَيف حَال الأَمَاكن .. الأَشجار .. البيوت ... الجُدران .. الكَراسي .. الأَرض .. الرمَال القَدِيمة
كَيف حَالكُم ..!؟
أخبريني يَا ذَاكرة مَتى سَقط صَاحبُكِ وَ لم يَتحرك مِنْ مكانه من شَدة الضَحك
مَتى تَحدث بِسرعة حِين دُهِش مِنْ أَمرٍ مَا فـ تَلعثم .. مَتى دَار حَول نَفسه دُون أَن يَعلم ..
ماذا فَعل حِين رسَم عَلى الأَرض بِالطَبشُوَر مُجموعة مُربَعات مُتصِلة بِبعضِهَا لِيقفز عَليها تَارة بِقدم وَ تَارة أُخرى بِقدمين
فِي مَاذا كَان يُفكر حِين وَ ضَع إصبعه أَمام عينيه وَ قَال لصديقه لا تَتحرك أُريد أَن أَراك اثنين .. أريد أن أَراك مَرتين
هَل مَازِلتُم تَبتسِمُون يَا أَحبة ... إِنْ كُنتم كَذلك
فثِقوا بِأن هَذه الدَار لا تَتسِعُ للنَدم .. للتَعب .. للعِتاب .. للجِراح
هَذه الدَار تَختصُ بِالضَحك .. الإبتسَامة .. الذكريَات الحُلوة .. الطُفولة البَريئة التي تَنبض فِي صُدورنا جَمِيعاً
فَتعالوا وَ تَجمهروا وَ أَخرجوا ذَاك الصَغِير الذي مَازال فِي دَاخل أَرواحكُم
و دعوه يَمرح مَع البَقية .. دَعوه يَلعب .. يَضحك و هو يَسترجع أيامه وَ مَواقفه الحُلوة
أمممممممم
بَقي أَن أَقُوَل
مِنْ مِنْكُم الأَول