نتعلم من الحياة الكثير
ولكن هناك من يرمي بتعليمه في صندوق القمامة ويتبع هواه وانانيته ولايرى من حوله الانفسه وانانيتها فيخسر - وهناك من يتعلم من الاخرين ويلتفت لما حوله ويشارك الاخرين تجاربهم وهمومهم ويتعض من اخطاء واخطائهم ويحصن نفسه لكي لايقع في الازمات والمهالك ويسعى ان يبتعد عن الطمع والجشع لانهما مهلكات للفرد والمجتمع وهذ هو الحكيم الذي يحسن التصرف , والمثل القائل العاقل من اتعض بغيره.


قصص ناخذ منها العبر

يحكي أن رجلا قرويا كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت اليه وقال له " إنني أسمع صوت إحدى الحشرات أجابه صديقه " فإستهزء منه قائلا كيف تسمع صوت وسط الحشرات في هذا الجو الصاخب ؟قال لأنك في اهتمام اخر والناس على غير اهتمامي فهم لايسمعون " ثم قال له سأريك ما أقول -اخرج قطع من النقود ورماها في الشارع فالتفت الماشين الى صوت النقود الساقطة -فقال القروي لصاحبه , الم اقل لك ان الناس ينتبهون لما يشغلهم إهتمامهم.


خطط لزمنك فليس كل ايامك سواء:


سأل نبي الله سليمان الحكيم نملة : كم تأكلين في السنة ؟؟؟؟ فأجابت النملة : ثلاث حبات


فأخذها ووضعها في علبة .. ووضع معها ثلاث حبات ومرت السنة ونظر سيدنا سليمان فوجدها قد أكلت حبة ونصف فقال لها : كيف ذلك


قالت : عندما كنت حرّة طليقة كنت أعلم أن الله تعالى لن ينساني أما بعد أن وضعتني في العلبة فقد خشيت أن تنساني فوفرت من أكلي للعام القادم




القناعة كنز لايفنى:


في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة .إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء ,
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! .
. و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة , إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة .و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها
كان غارقًا في البلل .أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر .فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا ,
و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟.لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء .ففي بيتهم باب !!! ما أجمل الرضا إنه مصدر السعادة و هدوء البال , و وقاية من المرارة و التمرد و الحقد.


القناعة كنز لايفنى