البداية كانت عند الساعة السابعة مساء
بحي العقيد لطفي أين اصطفت السيارات أمام بيت بلحاج الذي لم يتأخر في
الحضور على متن سيارة فخمة من نوع"هامر ليموزين« ووجد رجال الأمن صعوبة في
التحكم في الأمور نتيجة التدافع الكبير للمعجبين والمعجبات من مختلف
الأعمار، مما جعل أهل العريس يفضلون عدم نزول نذير وبقائه داخل السيارة
لينطلق الموكب بسرعة كبيرة إلى ايسطو أين تقيم ابنة خالته التي اختارها
لتكون شريكة حياته، ولم تختلف المشاهد هناك كثيرا فالكل كان على علم
بتفاصيل حفل الزفاف، وعادت صور الفوضى مرة أخرى، والكل كان يريد أن يفتح
بلحاج النافذة لإلقاء التحية، لكن الحراسة المشددة حالت دون ذلك، مما جعلنا
نجد صعوبة كبيرة في التقاط ولو صورة واحدة لنجم الخضر وعلى عكس ما تعودنا
عليه في الأعراس لم ينزل العريس من السيارة مرة أخرى لإخراج عروسه، وأكد
لنا أحد أقارب نذير بلحاج بأن هذا الأخير فضل تجنب الاحتكاك بالمعجبين
نتيجة التدافع الكبير، مما قد يعرضه لإصابة أخرى مثل التي يعاني منها
سابقا، فكان عليه الحذر كثيرا خوفا من تضييع المونديال بسبب لحظة طيش من
أحد المعجبين حسب قوله، وهذا وفقا لتعليمات الطاقم الفني الذي طالب جميع
اللاعبين بتوخي الحيطة والحذر من أية تصرفات قد تنهي أحلامهم في
المشاركة بكأس العالم في وقت حساس للغاية .
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف
ليلا حين وصل موكب العرس لقاعة الحفلات بالسانيا، وما هي إلا لحظات حتى خرج
بلحاج رفقة عروسه من سيارة الهامر على وقع إيقاعات فرقة القرقابو
والزغاريد وطلقات البارود، كما امتزجت التهليلات التي عادة ما تردد حين يزف
العرسان كـ"الصلاة والسلام عليك يا رسول الله« بصيحات أنصار الفريق الوطني
الذين تجمعوا عند قاعة الحفلات مرددين الشعارات المعروفة"وان تو ثري فيفا
لالجيري« و"آلي آلي الشبكة يا لالجيري« في مشهد يؤكد تعلق الجزائريين
الشديد بكل ما له علاقة بالمنتخب الوطني، هذه الظروف الحماسية لم يتمكن لا
رجال الأمن ولا المنظمين ولا حتى القائمين على تسيير قاعة الأفراح من
التحكم فيها، ولم يتمكن بلحاج من الدخول إلى"السانيا سنتر«رفقة زوجته إلا
بشق الأنفس وسط مخاوف من تعرضه للإصابة، وفي الأخير عادت الأمور لطبيعتها
بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجه المعجبين ولم يسمح إلا لأصحاب
الدعوات بالمرور إلى داخل القاعة، وبذلك فقد الأنصار أي أمل في
مشاركة نجم الخضر فرحته فعادوا أدراجهم من حيث أتوا .