:D
هنالك أعلى المدينة بنيت لى قصراً من قصور الشعر والأدب
جدرانه الفكر ومقالاتى هن بناتى وأولادى قصائد فى الحب
فذاع صيت قصرى فكان منارة أضأت كل نهج وكل درب
فأقبل يتسلل إلى قصرى ليلاً سارق يفتش فى كل الكتب
فرأى إبنة من بناتى تتبختر ذات جمال وحسن وأدب
فتربص بها حتى هجم عليها كما يهجم على الفريسة الذئب
فاغتصب منها أمنها وحسنها وحبسها فى سجن هناك فى الرحب
وجردها من زيها وألبسها من جهله بالياً من الثوب
وعرضها على الخلق مغشياً عليها قال هى إبنتى من صلبى
لكنها لما أفاقت وقد أقبل الليل طرأت عليها فكرة الهرب
ورق لها الليل لما رأها وسالت دموعه لأجلها تنسكب
وحملها على جواده حتى أتانى بها قالت سامحنى يا أبى
_ والله لأجعلنه عبرة لكل من تسول له نفسه سارق كان أو مغتصب
أيا سارق الأدب سل الهدهد من أرسلك ولمن أتيت بالطلب ؟
وسل إمرأة هى أميرة الذكرى كانت للعاشق وتفرقا فما هو السبب ؟
وسل إمرأة صاحبة مدينة الحب هى أطهر وكل فى الكتب
ولماذا لم يدخل بها العاشق أكرهاً لها أم للأخرى هو داء الحب
وسل بقايا الأمل عن العاشق فهى شاهدة ومشرفة على حبى
وسل فتاة لم يعبر إلى عزلتها أحد وكيف كانت مجرد ضحية فى الحب
وسل فتاة ذلت عيونها شيوخاً كيف سقط الشيوخ فى الحب
وسل أبو إلياس عن العاشق فهو صاحب مدينة من أعظم مدن الأدب
وسل صمت الحروف عن العاشق والهدهد ومدينة الحب
فكم من مدائن فى الأفاق قد بنيت وأمست خراباً إلا مدن الأدب
المسك لبنة فى جدرانها والريحان ينبت فيها فكانت قصورا أغلى من الذهب
وقد زادت بحورها فى ذاك الزمان فتحررت لكل مجتهد وطالب
لكل حديث بها شاهد فصيح اللسان عذب الكلام والخطب
أيا سارق الأدب كيف تجرأت على بناتى ؟ أين نخوة الأدب ؟
أردت طولاً بين هامات الشعر فنسبت لنفسك من لا يمد لك صلة من بعد أو من قرب
ألزمت نفسك عزاً فألزمتك نفسك ذلاً وفضحت الذنب
بأى لفظٍ تقول الشعر والشعر شعور حاك بالقلب
فإن ضاق صدرك من بلاد فارحل وكفاك منها بالتعجب
لكن لا تنسب لنفسك فيها بيتاً هو ليس لك وإن علا الكواكب
فكل جراحة لها دواء وسوء الخلق ليس له دواء وذاك قول على بن أبى طالب
وتذكر أنه قد تموت الأسود فى الفلا جوعا ولحم الضأن ياكله الكلب
وتذكر عبدأ ينام على حرير وذو نسب ينام على التراب
رحمك الله يا شافعى فأنت نجم فى سماء الأدب
وتذكر رجلاً يحاور صاحبه أنا أكثر منك مالا وولداً ولا يدرى أى منقلب
( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله ) ربى
أيتها الدنيا قد أدبرت عن العاشق هل هذا أخر السلب ؟
أيا سارق الأدب فاقد الشىء لا يعطه فما بالك بفاقد الأدب
فأنا الذى لن تغيب شمس قلمى وأنا الذى أبصر الأعمى لما وقع عليه أدبى
فأنا ذو سيف صارم أجتث به كل من ينال من شعرى ومن أدبى
وإن جردنى الزمان من نعمه لكنه ترك لى قوة لن تضعف إلا أمام غافرالذنب
وصاحب لسان عذب فى الشعر حديداً أضرب به كل مغتصب
وإن ملأ النوم جفونى لن ينام أبداً لبى ولن ينام أبداً قلبى