رعب في ظلمات الليل

زائر

رعب في ظلمات الليل

جلست تحت ظل شجرة تتأمل غروب الشمس
فتارة تداعب خصلات شعرها وتارة ترفع رأسها
في السماء تراقب قطعان الأغنام وهي عائدة من المراعي والطيور
وهي تأوي إلى أعشاشها قبل حلول الظلام.

وطال بها الوقت وهي تترقب هذا الغروب
الذي لطالما قرأت عنه في الكتب، فأغمضت عينيها تتخيل
قرص الشمس يختفي بين الجبال الذي حلمت بحقيقة مشاهدته.
إلا أن النعاس غلبها وأطبق على جفنيها ودخلت في نوم
عميق لم تفق منه إلا على قشعريرة سرت على جسدها جراء
النسمات الباردة التي حلت بعد غروب الشمس.

فانتفضت مفزوعة من شدة الظلمة وسواد الليل الحالك
والذي لم تكن تتوقع حلوله لمجرد أن أغمضت عينيها.
فتسمرت في مكانها على جذع الشجرة لا تستطيع حراكا
ولا تعرف لأرجلها مكانا لموضع.

وبينما هي تسبح في تفكيرها وما سيحل بها في ظلمة
هذا الليل الحالكة سمعت ما يمثل خطوات قادمة نحوها
لكنها لا تدري في أي اتجاه عن يمين أم عن شمال، فزادت
دقات قلبها إلى أن بلغ منها الخوف أوجه، فجثت على
ركبتيها واضعة كفيها على وجهها مش شدة الرعب، ولم تعد تقوى لا على الصراخ
ولا طلب النجدة ولا حتى بلع لعابها وأحست كأنما يد تربت على كتفها مرات متتالية دون انقطاع
وتتسارع الضربات فالتفتت إلى موضع اليد فلم ترى شيئا بسبب الظلمة الشديدة.
لكن فجأة سطع نور ملآ الدنيا ضياءا، وضحكت حينها ضحكة ملئ شدقيها
لقد عاشت حلما مرعبا، وما اليد التي كانت تربت على كتفها إلا يد
جدتها الصماء التي جاءت توقضها لان والدها جاء ليحملها إلى المدينة...

توقيع العضو ????