مقدمة
يري كثير من الفلاسفة ان الحياة الانسانية حياة شعورية فقط . فالشعور يمثل حيزا كبيرا ومهما في حياتنا .يذهب انصارعلم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، الى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من احوال نفسية او ما يقوم به من افعال ، فالشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا .الانسان يتكون من ثنائية تتمثل في الفكر والروح وفي وجود الجسم لا غموض عند ديكارت فهو يطرح في الجانب النفسي الروحي فكل ماهو نفسي شعوري بالضرورة اما الحوادث اللاشعورية فتتمثل في بعض النشاطات الفيزيولوجية الالية التي تحدث دون وعي من الانسان كانقسام خلايا الجسم وتكاثرها يقول ديكارت:(انه لاتوجد هناك حياة نفسية خارج الشعور سويالحياة الفيزيولوجية)حسب هذه النظرية انه لا يمكن ان نشعر اونريد او نفعل دون ان نشعر بذالك كل ما اقوم به كوظيفة نفسية فهو شعوري بالضرورة كما يقول برندندراسل:( ان الشعور شرط اساسي لكل ما سواه من الاحوال النفسية): " وهذا ما ذهب اليه الفيلسوف الفرنسي مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني ان الشعور هو اساس الحياة النفسية مستدلين بالكوجيط الديكارتي " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا اعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السّوي انه يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعوروها ماذهب اليه برغسون.
يري ابن سناء(980-1037): ان الشعور لاصلة له بوجود الجسم اذا يمكن لهذا الشعور ان يبقي موجودا حتي عندما تكون اجزاء الجسم منفصلا بعضها عن بعض الاخر وبهذا يكون الشعور بالانا منفصل عن وحدة الجسم. فالانسان كما يقول:(اذا تجرد عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات او المعقولات حتي عن شعوره ببدنه فلا يمكن ان يتجرد عن تفكيره في انه موجود وانه يستطيع ان يفكر) والنتيجة من كل هذا هي ان هناك شعورا لا يمكنه الا ان يكون واعيا لذاته وانه وان كان يتاثر بالعوامل الخارجية الا انه يمكنه ان يتمتع بالاستقلال عنها ونحن ندرس الحوادث النفسية بمعاناتنا لها وعيشنا اياها من الداخل مما يؤدي بنا الي القول بانالشعورليس نورا بل هو نشاط وانه لايشاهد الحادثة النفسية بل يحدثها هذا فيما يخص المو قف العقلي من الشعور اما وجهة نظر الموقف التجريبي فتقول: انه لولا تاثير الاشياء او الموضوعات الشعور لما وجد الشعور اصلا.فلولا تأثير الحرارة و البرودة والاصوات و الالوان في انفسنا لما كان هناك شعور بهذه الاشياءجميعا . اد ان هذه الاحساسات والانطباعات الخارجية هي اساس الشعور ولولا ذلك لما ادركنا شيئا. وهذا ما اكد عليه جون ستوارت ميل 1806-1873: ان البرهان الوحيدعلي الشيء المرئي هو ان الناس يرونه بالفعل والدليل الوحيد علي ان الصوت مسموع هو ان الناس يسمعونه بالفعل ويقال مثل هذا في سائر منابع التجربة عندنا. وهذا يعني ان هناك شعورا موضوعيا والموضوع هو علة هذا الشعور ونحن لا نستطيع ان ندرك من الافكار الا مايقع منا في تجاربنا فليس العقل كما يقول جون لوك=1632-1704- معاني فطر عليها انما هو مراة تعكس ما يعرض لهامن خلال الحواس. اما راي المذهب الفييوم لوجي فيقول ان : كل شعور هو شعور بموضوع ما او بشء من الاشياء بحيث لايبقى هناك فاصل بين الذات والموضوع. وهذا ما اكد عليه هوسرل)1859-1938كما بعتبر هاملتون) ان الشعور هو معرفة اولية وانه اصلاع مباشر دون وسائط علي الحياة الباطنية بحيث يقول: انا احد اlلlعطيات الاساسية للتفكير والذي لايمكن تحليله الى عناصر ابسط فالشعور هو جذر كل تفكير) كما يذهب الفيلسو ف الفرنسعي ي برغسون مدعما رايه بالاكيد علي فكرة الشعور وذلك من خلال قولة - كل ماهو نفسي واقعي و كل ماهو واقعي نفسي