بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
أما بعد ...
فلا يخفى على كل طالب للحق ان
هذه المسيرات او المظاهرات قد افتى كبار علمائنا بعدم جوازاها ولذلك رأيت
انه من الواجب جمع بعض الفتاوى وكلام أهل العلم لكي لا يقع شبابنا في أمر
محظور يخالفون فيه الحق
ولا يخفى ايضا ان هذا يعد من فعل الخوارج حيث ان هذا الأمر يعد ضد ولي الأمر وان هذا الأمر لا يعد طاعة له بل خروجاً عليه
ابدأ بإسم الله مستعينا ناقلاً لكلام علمائنا
كلام الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله
قال
رحمه الله : فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيئ
العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم
والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات
التي تسبب شرَّاً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست
هي الطريق للإصلاح والدعوة .
فالطريق الصحيح : بالزيارة ،
والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، والأمير ، وشيخ القبيلة بهذه
الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مكث في مكة
ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب
أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، ويمنع
انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن ، فهم
يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك
مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها ،
أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ [مجلة البحوث الإسلامية –
العدد : 38صـ210
- و سئل – رحمه الله - : هل المظاهرات الرجالية
والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟ وهل من يموت
فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟
فأجاب : ( لا أرى المظاهرات
النسائية و الرجالية من العلاج، ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور،
ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق .
ولكن
الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير، بالطرق السلمية،
هكذا سلك أهل العلم، وهكذا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم
بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير ومع السلطان، بالاتصال
به و مناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا
وصار منه كذا.
والله المستعان ) [ نقلاً عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء ] .
كلام الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سُئل – رحمه الله تعالى – هذا السؤال : هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟
فأجاب : ( الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن
المظاهرات أمر حادث ، لم يكن معروفاً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -
، ولا في عهد الخلفاء الراشدين ، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم .
ثم
إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمراً ممنوعاً ، حيث يحصل فيه تكسير
الزجاج والأبواب وغيرها .. ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء ،
والشباب بالشيوخ ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات .
وأما مسألة
الضغط على الحكومة : فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى
وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وهذا خير ما يعرض على المسلم .
وإن
كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء " المتظاهرين " وسوف تجاملهم ظاهراً ،
وهي ما هي عليه من الشر في الباطن ، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر .
وأما
قولهم إن هذه المظاهرات سلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول
مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله
سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار ، وأثنى على الذين اتبعوهم
بإحسان ) [ انظر : الجواب الأبهر لفؤاد سراج ، ص75 ] .
كلام العلامة مُقبل الوادعي - رحمه الله تعالى-
قال
- رحمه الله تعالى : ((وقد كنت بحمد الله أحذر من تلكم التظاهرات في خطب
العيد وفي خطب الجمعة ))[ الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ] .
كلام الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله
"
ديننا ليس دين فوضى ، ديننا دين انضباط ، دين نظام ، ودين سكينة ،
والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونَها ، ودين
الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه ، ولا تشويش ، و لا إثارة فتن ،
هذا هو دين الإسلام ، والحقوق يتوصل إلها دون هذه الطريقة ، بالمطالبة
الشرعية ، والطرق الشرعية ، هذه المظاهرات تحدث فتناً ، وتحدث سفك دماء ،
وتحدث تخريب أموال ، فلا تجوز هذه الأمور " .
كلام الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله
قال – رحمه الله – في معرض ملاحظاته على جماعة ( الإخوان المسلمين ) :
(
الملاحظة الثالثة والعشرون: تنظيم المسيرات والتظاهرات والإسلام لايعترف
بهذا الصنيع ولا يقره بل هو محدث من عمل الكفار وقد انتقل من عندهم إلينا،
أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه وتابعناهم عليه.
إن الإسلام لا
ينتصر بالمسيرات والتظاهرات، ولكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنيا على
العقيدة الصحيحة والطريقة التي سنها محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم
- ولقد ابتلي الرسل وأتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر
فهذا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون
وقومه من تقتيل الذكور من المواليد واستحياء الإناث يقول لهم: ما أخبر الله
عزّ وجلّ به عنه قال موسى لقومه : {استعينوا بالله واصبروا إنّ الأرض لله
يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [ سورة الأعراف : 128] .
وهذا
رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لبعض أصحابه لما شكوا إليه ما
يلقونه من المشركين (إنّ من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار
في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه وليتمنّ الله هذا الأمر
حتى يسير الرجل من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلى الله والذئب على غنمه
ولكنكم تستعجلون) فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات ولا اغتيالات [ المورد العذب
الزلال : 228 ] .
كلام الشيخ عبد العزيز الراجحي -رحمه الله
" المظاهرات ليست من أعمال المسلمين هذه دخيلة ، ما كان معروف إلا من الدول الغربية الدول الكافرة .
فأين
السنُّة في هذا ؟ السنُّة هي : فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله
وتقريره فعلى هذا المفتي أن يأتي بالدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
فعل المظاهرة أو أقر أحد على فعل المظاهرة " .
ويوجد غيره الكثير من كلام العلماء الذين توسعو كثيرا في الأمر ولكني أحببت ان أختصر في هذه العجالة للفائدة ولعجولة الأمر .
وهذا يكفي الباحث عن الحق اما الجاهل المماري فليس لنا الا ان ندعو الله ان يهديه او يريح الأمة من شره
وأكبر
دليل على هذا الكلام هو فعل أئمة الهدى مثل الأمام احمد ابن حنبل وغيره من
الأئمة ماذا كانو يفعلون في المحن هل يطلبون من الناس الخروج على ولاة الأمر
بمظاهرات !! ؟؟
وصلى الله و سلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه .