سادت حالة من الحزن والغضب الشارع الرياضي الجزائري بعد الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب الجزائري أمام نظيره المغربي 0-4 في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2012م؛ حيث شنت الصحف الجزائرية هجومًا حادًا على لاعبي الخضر بعد هذا السقوط المدوي.
وانتقدت صحيفة "الخبر" الجزائرية أداء الخضر وتخطيط مدربهم عبد الحق بن شيخة في المباراة التي كانت في أغلب فتراتها من جانب واحد، وهاجمت الصحيفة المنتخب الجزائري وطاقمه الفني تحت عنوان "لا جنرال ولا محاربون ولا هم يحزنون".
وتابعت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع الانهيار الكلي للفريق الجزائري، الذي تكبد هزيمة نكراء برباعية في مراكش، أقصته بصفة شبه رسمية من التأهل لكأس أمم إفريقيا، خاصة وأن هذه هزيمة تعيد الخضر إلى نقطة الصفر.
وأضافت الصحيفة أن أشبال المدرب بن شيخة انهاروا تماما في الشوط الثاني فلم تمر دقيقة على انطلاق الشوط الثاني، حتى كاد الشماخ يسجل لولا يقظة مبولحي، وفرض لاعبو المغرب سيطرتهم التي أصبحت مطلقة، وتجسدت في الدقيقة 60 بهدف من قبل الكهل يوسف حاجي، الذي وجد نفسه وجها لوجه مع مبولحي بعد استقالة وسط دفاع الخضر.
الشعب يريد إسقاط بن شيخة
أما صحيفة "الشروق" فطالبت الجماهير بعد المباراة بضرورة رحيل مدرب الخضر بن شيخة قائلة "سادت موجة من الغضب لدى كل الجماهير الجزائرية، بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي، في المرحلة الرابعة من تصفيات أمم إفريقيا، التي قتلت كل حظوظ الخضر في التأهل إلى أمم إفريقيا المقبلة، وهو الذي كان يراهن على التتويج بهذا اللقب بعد المونديال".
وأضافت الصحيفة أن الجماهير الغاضبة طالبت بضرورة رحيل جميع المتسببين في فضيحة مراكش، التي تعد واحدة من أسوأ النتائج التي سجلتها كرة القدم الجزائرية عبر التاريخ، وقالت الصحيفة إن الشعب الجزائري يريد إسقاط بن شيخة.
وذهب بعض الجماهير إلى حد المطالبة بمحاسبة كل من كان سببا في ما حدث للمنتخب الوطني؛ لأن الهزيمة الثقيلة جاءت لتمضي شهادة وفاة المنتخب الذي مثل العرب والقارة السمراء في جنوب إفريقيا؛ بسبب السياسة العرجاء التي انتهجها المدرب عبد الحق بن شيخة.
لم يكن أكثر المتشائمين قبل انطلاق مباراة يتوقع ما حدث للمنتخب الوطني، الذي كان ظلا لنفسه، ما جعل المنتخب المنافس يصول ويجول فوق أرضية الميدان، وكان يمكن أن تكون النتيجة أثقل لولا سوء الحظ الذي لازم مهاجمي المنتخب المغربي.
ويتحمل المدرب بن شيخة كل المسؤولية فيما حدث يوم السبت، خاصة وأن كل الظروف كانت جاهزة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، بعد عودة كل اللاعبين المصابين، غير أن فلسفة بن شيخة أسقطت كل شيء في الماء، فبعد كارثة إفريقيا الوسطى التي بررها بالظروف المناخية وضيق الوقت، جاءت كارثة السبت؛ لتكشف حقيقة هذا المدرب، الذي حاول صنع اسم لنفسه بـ"الاسترجال" مع وسائل الإعلام والمناصرين الأبرياء، الذي حرمهم حتى من رؤية اللاعبين خلال تربص إسبانيا.
هزيمة عنوانها العار
من جانبها، انتقدت صحيفة "النهار" بشدة الأداء الباهت للمنتخب الجزائري وعنونت تقريرها عن المباراة بـ"هزيمة عنوانها العار"، مؤكدة أن المنتخب الجزائري تكبد هزيمة نكراء على يد مستضيفه المنتخب المغربي الشقيق بنتيجة أربعة أهداف بدون مقابل، في مباراة لم يفعل فيها أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة أي شيء من أجل العودة بنتيجة إيجابية، عكس أسود الأطلس الذين كانوا أكثر إرادة وعزيمة من أجل تحقيق الفوز أمام منتخب وطني جزائري، ظهر بدون روح وبدفاع مهلل كان المتسبب الأكبر في هذه الهزيمة المذلة.
من جانبه، رفض عبد الحق بن شيخة المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم الحديث عن مستقبله مع الفريق لحين العودة إلى الجزائر.
وتلقى المنتخب الجزائري هزيمة قاسية أمام مضيفه المغربي وخسر أمامه 0-4 مساء السبت بملعب مراكش ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012م، وانفرد المنتخب المغربي بصدارة المجموعة الرابعة رافعًا رصيده إلى سبع نقاط، بينما يقبع المنتخب الجزائري في المركز الأخير برصيد أربع نقاط.
ورفض بن شيخة الحديث، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة، عن مستقبله مع الفريق بعد الهزيمة مفضلا أن يكون ذلك عند عودته إلى الجزائر في إشارة إلى اجتماعه بمحمد روراوة رئيس اتحاد الكرة