موضوع: الموت في أحضان سجادة السبت سبتمبر 29, 2012 3:38 pm
.. [size=25]الموت في أحضان سجادة .. [/size]
اليوم أستشعر الحنين للسجود حتى في الكلمات .. أبذل مجهود لأصيغ هذا المقال فلا أملك تذليل الكلمات لعجزها لكن من سأتحدث عنهم يستحقون .. يستحقون أن أجاهد مابقي لي من عمر في تطويع هذه الأحرف ولله دره ذلك الشاعر حين قال: حدث عن القوم فالألفاظ ساجدة خلف المحاريب و الأوزان تبتهل
الصورة السابقة يا أحباب هي لخبر منشور في صحيفة سبق الإخبارية بتاريخ 27 شعبان 1433 الموافق -2012-07-16 الخبر يجعلك تسرح بعيدا .. ويكفيك منه عنوانه: ( داعية عشرينية تنتقل لرحمة الله وهي ساجدة تصلي الضحى) - يا الله داعية.. وعشرينية .. وتموت وهي ساجدة .. وفي صلاة ضحى من يبيعني خاتمة كهذه فأشتريها؟! والله أن خاتمة كهذه لا تكفي أموال الدنيا لشرائها لا نزكي تلك الداعية على الله .. لكن التفاصيل تحمل بشارات قبول وحسن ختام التفاصيل تشير إلى أن المتوفاة التي عرفت بالدعوة إلى الله وتحفيظ القرآن طلبت من زوجها أن يوصلها للجامعة حيث تدرس، وقبل أن ينطلقا طلبت منه أنه ينتظرها حتى تصلي صلاة الضحى كعادتها. لكنه دخل عليها بعد مرور ساعة كاملة، ليجدها ساجدة, وقد أسلمت الروح لبارئها أثناء سجودها . دخل فرأى زوجته .. حبيبته ..قد ماتت وأي ميته .. ماتت ساجدة .. ماتت وهي أقرب ماتكون لربها حبيبها ماتت في أحضان سجادتها وستبعث على ما ماتت عليه - يا الله من منا لا يريد أن يموت على سجادته؟! من منا لا يريد أن يحتضن سجادته في أخر عهده بالدنيا؟ من منا لا يريد أن يلقى الله على طاعة؟! - اقرأ بقلبك .. كرر القراءة أرجوك هذه الميته بشارة للميت .. و رسالة للحي تتحسس في قلبك وأنت تتفكر فيها مزيج رجاء ووجل ..
و شعور انكسار تتهاوى معه كل ملذات الدنيا
لم يمض ثلاثة أيام بعد نشر الخبر حتى نزل الخبر الثاني على قلبي أشد من الأول
هذه المرة توفيت الأستاذة الفاضلة (داعية بنت عبد الرحمن الباني) هل تعرفون كيف ماتت ؟! ماتت وهي تصلي صلاة العصر ماتت في أول أيام رمضان 1433 الموافق20/ 7/ 2012م ماتت وهي صائمة ماتت وهي قانتة ماتت في يوم الجمعة الفضيل، ماتت في ساعة من أبرك الساعات بين العصر والمغرب. يا رب رحماك يا رب رحماك بداعية - يا رب رحماك بداعية
فقد كانت اسما على مسمى
هل تعرفون من هي هذه المرأة؟
هي امرأة.. خفية .. نقية .. تقية - نحسبها ولا نزكيها – بعضنا لم يكن يعرفها قبل موتها .. لكن لما عرفها أهل السماء .. ارتج لموتها أهل الأرض رأيت الداعيات والدعاة .. يدعون لها بالرحمة بشكل مؤثر وشهد جنازتها جمع .. ممن لم يعرفها إلا بعد وفاتها هزني ما كتبه أحدهم بعد أن شهد جنازتها قال: (اللهم ميتةً كميتة أختنا داعية) - وصدق والله (اللهم ميتةً كميتة أختنا داعية) - نحسبها ولا نزكيها –
يا أحباب.. هل تنتظرون مني تعليقا والله ما أدري ما أقول ..
يلجمني بكاء في قلبي فلا أملك أن أزيد حرفا
كانت هذه الحكاية أما الآية:
[ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ] هل تريد أن تعرف منهم؟