"يعني: يا أيها المحب لربه، المشتاق لقربه ولقائه، المسارع في مرضاته، أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، وكل آت إنما هو قريب، فتزود للقائه، وسر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه، ولكن، ما كل من يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه، ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه، فإن اللّه سميع للأصوات، عليم بالنيات، فمن كان صادقا في ذلك أناله ما يرجو، ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه، وهو العليم بمن يصلح لحبه ومن لا يصلح".
]تفسير السعدي/ تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن]
"يقول تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ} أي: في الدار الآخرة،
وعمل الصالحات رجاء ما عند الله من الثواب الجزيل، فإن الله سيحقق له رجاءه ويوفيه عمله كاملا موفورا ، فإن ذلك كائن لا محالة؛ لأنه سميع الدعاء، بصير بكل الكائنات ؛ ولهذا قال: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}" .
وفيه تعزية للمشتاقين وتسلية لهم، أي انا أعلم أن من كان يرجو لقائي فهو مشتاق إليّ فقد أجلت له أجلا يكون عن قريب فإنه آت لا محالة وكل آت قريب، وفيه لطيفة أخرى وهي تعليل المشتاقين برجاء اللقاء
لولا التعلل بالرجاء لقُطِعَت ~ نفس المحب صبابة وتشوقا حتى إذا روح الرجاء أصابه ~ سكن الحريق إذا تعلل باللقا"
آية تطير بها القلوب فرحًا وأملًا ورجاءًا في لقاء محبوبها "الله" -تبارك وتعالى-
لكن أي قلوب؟! أقلوب تعلقت بدنيا فانية أم بآخرة خير وأبقى؟ أقلوب تعلقت بأهل ومال ومتاع زائف أم قلوب تعلقت بالحبيب الكريم الرحيم -جل شأنه- ونعيمه الدائم؟
نسأل الله أن يُصلح فساد قلوبنا
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ..
كان أبو الدرداء يقول "أحب الموت لا لشيء، إلا اشتياقا إلي ربي".
نأمل أن تروقكم خياراتنا، ودعاء طيب منكم في ظهر الغيب رجاؤنا..