تعرض لنا هذه الآية العلاج الناجع لكل من قادته نفسه يوما إلى المعصية،ويتمثل هذا العلاج في علاجين ناجحين: الخوف من الله عز وجل، ومخالفةالهوى. فإن الذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية ، فإذا أقدم عليها بحكمضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة.والهوى هو الدافع القوي لكل طغيان، وكل معصية .. وقل أن يؤتى الإنسان إلامن قبل الهوى . فالجهل سهل علاجه. ولكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التيتحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها. والخوف من الله هو الحاجز الصلبأمام دفعات الهوى العنيفة .. ومن ثم يجمع بينهما السياق القرآني في آيةواحدة . فالذي يتحدث هنا هو خالق هذه النفس العليم بدائها، الخبير بدوائها.