موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 1:22 am
اسمين جديدن هما اسم الله :
الحكيم
و
الحكم
اسم الله الحكيم : ذكر في القران الكريم (100) مره قال الله تعالى ( وهو الحكيم الخبير) هذا الاسم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمه واما كمال الحكم ... فبثبوت ان الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء ويقضي فيهم بما يريد لاراد لحكمه ولا معقب لقضائه .. قال الله تعالى ( اليس الله باحكم الحاكمين) كما ان في ذلك دلاله على ان من هذا شأنه هو المستحق وحده بالذل والخضوع قال الله تعالى ( ولاتدع مع الله الها اخر لااله الا هو كل شي هالك الا وجه له الحكم واليه ترجعون )..
اسم الله الحكم : ففي الحديث عن هاني بن يزيد الحارثي انه لمى وفد الى الرسول صلى الله عليه وسلم مع قومه
سمعهم يكنونه بابي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فقال ان الله تعالى هو الحكم واليه الحكم فلم فلم تكنى باابى الحكم فقال : قومي اذا اختلفوا في شي اتوني فحكمت بينهم فرضي كل الفريقين فقال ( صلى الله عليه وسلم ) مااحسن هذا فما لك من الولد قال : شريح . وعبد الله . ومسلم
فقال ( عليه الصلا والسلام فأنت ابو شريح ..
اما كمال الحكمة : فثبوتها في خلقه سبحانه وفي امره وشرعه حيث يضع الاشياء موضعها وينزلها منازلها...
وحكمته في امره وشرعه : فنه تعالى شرع الشرائع وانزل الكتب وارسل الرسل ليعرفه للعباد للعباد ويعبدونه فلم يخلقهم هملا ولو يوجودهم سدى خلقهم لاكمل مقصد واوجدهم لآجل عنايه .. ومن حكمته سبحانه مجازاة المحسن بأحسانه والمسيئ باساءته فلا يساوي بين المسيئ والمحسن لا في الدنيا ولافي الاخره قال الله تعالى ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء مايحكمون)
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 1:23 am
اسم الله و
الصادق
اسم الله المؤمن : ورد هذا الاسم في ايه واحده في القران في قوله تعالى ( هو الله الذي لااله الا هو الملك القدوس السلم المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر سبحن الله عما يشركون ) والايمان يرجع معناه الى التصديق والاقرار ومايقتضيه وذلك من الارشاد وتصديق الصادقين واقامة البراهين على صدقهم فهو تعالى المؤمن الذي هو كما اثنى على نفسه ..
ولهذا قال مجاهد رحمه الله : المؤمن الذي وحد نفسه (شهد الله انه لااله الاهو ) وهي شهاده عظيمه كريمه من اعظم شاهد وهو الله رب العالمين ..
وان اسم الله المؤمن يدل على معان عظيمه وامور جليله منها : 1_ شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد وهي اعظم شهاده 2_ تصديق سبحانه للشاهدين له بالتوحيد والشهاده لهم بان ماقالوه حق وصدق 3_ تصديقه لاأنبيائه بالحجج والبينات بأن ماقالوه وبلغوه عن الله حق لاريب فيه وصدق 4_ يصدق عباده ماوعدهم من النصر والتمكين قال الله تعالى ( ثم صدقنهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء) 5_ انه يؤمن من عباده واؤليائه المتقين من عذابه وعقابه قال الله تعالى ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمنهم بظلم اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون) 6_ انه سيجزيهم ماوعدهم من الفوز العظيم ودخول جنات النعيم قال الله تعالى ( وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العملين) 7_ تأمين الخائف وذلك بأعطائه الامان قال الله تعالى ( وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا) فكل خائف يصدق في لجوئه الى الله يجده سبحانه مؤمنا له من الخوف لانه كل شي بيده ..
اسم الله الصادق: ايضا ورد في ايه واحده في القران الكريم قال الله تعالى ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها الا ما حملت او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزينهم ببغيهم وانا لصدقون ) اي الصادق وعده ووعديه .. قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله: فلا ريب ان الله تعالى وعد المطيعين بأن يثيبهم ووعد السائلين بأن يجتبيهم وهو الصادق الذي لايخلف الميعاد قال الله تعالى ( وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا)
فمن اثار الايمان بهذا الاسم ان المحسن لديه سبحانه لايخاف ظلما ولا هضما ولا بخسا ولا رهقا او ان يضيع له مثقال ذرة لان الله عز وجل وعد وهو الصادق.
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 1:23 am
اسم الله
اسم الله الغني : ورد هذا الاسم في القران الكريم ( ثمانية عشر موضعا) قال الله تعالى ( وربك الغني ذو الرحمه) وقال ايضا ( لله مافي السموات والارض ان الله هو الغني الحميد) فهو تبارك وتعالى الغني بذاته الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله وكمال صفاته التي لايتطرق اليها بوجه من الوجوه ....
فمن كمال غناه : انه لاتنفعه طاعة الطائعين ولاتضره معصية العاصين فلو امن اهل الارض كلهم ما زاد ذلك في مكله شي ولو كفروا جميعا لم ينقص ذلك في ملكه قال الله تعالى ( ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم) ....
ومن كمال غناه: ان انفاق المنفقين وبذل الباذلين في سبيله وابتغاء مرضاته لاينفعه بشي وكذلك شح الشحيحين وبخل الخلاء لايضره بشي قال الله تعالى ( ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا مثالكم).....
ومن كمال غناه : تنزهه تبارك وتعالى عن النقائض والعيوب فمن نسب اليه نقضا فقد نسب اليه ما ينافي غناه قال الله تعالى ( قالو اتخذ الله ولدا سبحانه هو العني له مافي السموات ومافي الارض)
ومن كمال غناه: تنزهه تبارك وتعالى عن الشركاء والانداد اذ كيف يسوى التراب برب الارباب الذي قدرته وغناه وملكه وجوده واحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق التام من لوازم ذاته قال الله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو السميح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ولله ملك السموات والارض وما بينهما يخلق مايشاء والله على كل شي قدير )...
ومن كمال غناه : ان خزائن السموات والارض بيده وان جوده على خلقه متواصل اناء الليل والنهار ...
ومن كمال غناه : انه يدعو عباده الى سؤاله في كل وقت ويعدهم بالاجابه مهما عظم السؤال ويأمرهم بعبادته ويعدهم بالقبول والاثابه ...
ومن كمال غناه : انه لو اجتمع اهل السموات والارض واول الخلق واخرهم في صعيد واحد فسألوه فأعطاهم سؤلهم لم ينقص ذلك مما عنده .. ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى ( ياعبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل انسان مسألته مانقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا دخل البحر ).....
ومن كمال غناه العظيم : الذي لايمكن وصفه مايبسطه تبارك وتعالى على اهل الايمان في جنات النعيم من صنوف اللذات واطايب المنن مما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر قال الله تعالى ( فلا تعلم نفس مااخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون )
فمن عرف ربه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ومن عرف ربه بالقدرة التامه عرف نفسه بالعجز التام ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمه عرف نفسه بالجهل
وعلم العبد با فتقاره الى الله الذي هو ثمرة هذه المعغرفه هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والاخره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاؤكم
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 1:24 am
اسم الله " " " "
"
و
الاكرم
اسم الله الكريم والاكرم يقصد بهما : هو الكثير الخير العظيم النفع وهو من كل شي احسنه وافضله والله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالكرم في كثير من الايات في القران الكريم قال الله تعالى ( يا أيها الانسان ماغرك بربك الكريم) وقال ايضا ( ومن كفر فأن الله غني كريم) وقال ايضا ( فتعلى الله الملك الحق لااله الا هو رب العرش الكريم) ....
واسم الله الاكرم : ورد في موضع واحد في القران الكريم قال الله تعالى ( اقرأ وربك الاكرم)
وصف الله سبحانه وتعالى كلامه بالكرم : فقال الله عز وجل ( انه لقرأن كريم) اي كثير الخير غزير العلم ..
وصف الله تعالى سبحانه وتعالى عرشه بالكرم : فقال عز وجل (فتعلى الملك الحق لااله الا هو رب العرش الكريم) اي حسن المظهر بهي الشكل ...
ووصف بالكرم ثوابه العظيم ونعيمه المقيم الذي اعده لعباده المؤمنين: قال عز وجل ( لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) وقال ايضا ( ان تجتبنوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيائتكم وندخلكم مدخلا كريما ) والمدخل الكريم هو الطيب الحسن السالم من الافات والعاهات والهموم والاحزان ..
ووصف بالكرم ماكثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره : قال عز وجل ( اولم يروا الى الارض انبتنا فيها من كل زوج كريم) ...
ولفظ ( الكرم) لفظ جامع للمحاسن والمحامد لايراد به مجرد الاعطاء بل الاعطاء من تمام معناه ولذا ورد عن اهل العلم في معنى هذا الاسم اقوال عديده منها ..:
قالوا معنى الكريم اي : كثير الخير والعطاء
قالوا في معنى الكريم اي : الدائم بالخير
قالوا في معنى الكريم اي : الذي له قدر عظيم وشأن كبير
قالوا في معنى الكريم اي : المنزه عن النقائض والافات
قالوا في معنى الكريم اي : المكرم المنعم المتفضل
قالوا في معنى الكريم اي : الذي يعطي بلا عوض
قالوا في معنى الكريم اي : الذي يعطي لغير سبب
قالوا في معنى الكريم اي : الذي يعطي من يحتاج ومن لايحتاج
قالوا في معنى الكريم اي : اذا وعد وفى
قالوا في معنى الكريم اي : الذي ترفع اليه كل حاجة صغيرة او كبيره
قالوا في معنى الكريم اي : الذي لايضيع من التجأ اليه
قالوا في معنى الكريم اي : الذي يتجاوز عن الذنوب ويغفر السيئات
وكل ماقيل في معناه هو الحق لان هذا الاسم من الاسماء الحسنى الداله على معان عديده لا على معنى واحد ...
وان اعظم اساب نيل الكرامه سبحانه هو تقواه جل وعلا في السر والعلن فألاكرم عنده سبحانه وتعالى هو الاتقى له من عباده قال الله تعالى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
جعلنا الله من عباده المتقين ومن اؤليائه المكرمين انه سميع مجيب.
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:30 am
اسم الله " " "
"
اسم الله السلام " ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم قال الله تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)
معنى اسم الله السلام : اي السلام من جميع العيوب والنقائض لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد والشريك والند...
يقول ابن القيم رحمه الله : ولذلك اذا نظرت إلى أفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاماً مما يضاد كمالها ....
فحياته سلام من الموت ومن السنة والنوم
وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب
وعلمه سلام من عزوب شي عنه أو عروض نسيان أو حاجة
وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة
وككلماته سلام من الكذب والظلم بل تمت كلماته صدقاً وعدلاً
وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما بل كل ماسواه محتاج إليه
وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون
و اٍلاهيته سلام من مشارك فيها بل هو الله الذي لا إله إلا هو ..
وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته سلام من أن تكون عن حاجة أو ذل أو مصانعه كما يكون عند غيره بل هو محض جوده واحسانه وكرمه
وعقابه وعذابه وانتقامه وشدة بطشه سلام من أين يكون ظلماً أو تشفياً أو قسوةً أو غلظةً بل هو محض حكمته وعدله ووضع الأشياء مواضعها..
وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم
وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته بل شرعه كله حكمة ورحمة ومصلحة وعدلا
ونزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا سلام مما يضاد علوه تعالى الله ربنا عن كل مايضاد كماله وغناه..
وكذلك سمعه وبصره سلام مما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من كونها محبة حاجة إليه أو تملق أو إنتفاع وغير ذلك ..
ثم ختم رحمه الله هذا التقرير الوافي بقوله ( فتأمل كيف تضمن اسم السلام كل مانزه عنه تبارك وتعالى وكم منا من حفظ هذا الاسم وهو لايدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعاني )
ومن دلائل هذا الاسم إنه تبارك وتعالى ذو السلام أي المسلم على عباده فهو المسلم على رسله وانبيائه عليهم صلاة الله وسلامه لإيمانهم وكمال عبويدتهم وقيامهم بالبلاغ المبين ...قال الله تعالى
( قل الحمدلله وسلم على عباده الذين اصطفى) ( سلام على نوح في العلمين ) (سلام على موسى وهرون) ( سلام على إل ياسين) ( تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريما) ( خالدين فيها بإذن ربهم وتحيتهم فيها سلام) ( سلامٌ قولاً من رب رحيم)
وجعل تبارك وتعالى جنته دار السلام قال الله تعالى (لهم دار السلام عند ربهم) وجعل تبارك وتعالى إفشاء هذا الاسم في الدنيا سببا لدخول دار السلام في الآخره قال صلى الله عليه وسلم ( لاتدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلمتوه تحاببتم افشوا السلام بينكم ) صدق رسول الله
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:30 am
اسم الله " " " السبوح
و
القدوس
اسم الله تبارك وتعالى القدوس : فقد ورد في القرآن الكريم مرتين قال الله تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) وقال أيضا ( يسبح لله مافي السموات ومافي الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم)
اسم الله السبوح : فقد ورد في السنه فيما رواه مسلم في صحيحه عن أم المؤمين عائشه رضي الله عنها أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) كان يقول في ركوعه وسجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح)..
وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين التسبيح والتقديس كما جميع بينهما في قوله تعالى في ذكر تسبيح الملائكة وتقديسهم لله ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )..
واسم الله السبوح والقدوس : هما اسمان عظيمان دالان على تنزيه الله عن النقائض والعيوب وتبرئته عن كل مايضاد كماله وينافي عظمته كالسنه والنوم واللغوب والولد والوالد وغيرها ...
ومجموع ماينزه عنه تبارك وتعالى شيئان :
الأول: أنه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله فان له المنتهى في كل صفة كمال فهو الموصوف بكمال العلم وكمال القدره وهكذا جميع صفاته منزه عن كل ماينافيها ويضادها
الثاني : انه منزه عن مماثلة أحد من خلقه أو أن يكون له ند وولد فالمخلوقات كلها وإن عظمت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمه والكمال اللائق بها فليس شيئ يقارب أو يشابه الباري فهو منزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال وهو المنزه عن الضد والند والكفء والأمثال ..
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : والأمر بتسبيحه يقتضي تنزيهه عن كل عيب وسوء واثبات المحامد التي يحمد عليها فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده ....
قال ابن رجب رحمه الله : في معنى قوله تعالى ( فسبح بحمد ربك) أي سبحه بما حمد نفسه إذ ليس كل تسبيح بمحمود إن التسبيح مثلا عند المعتزله يقتضي تعطيل كثير من الصفات وهذا كلام في غاية الأهميه إذ أن تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمر لايحمد عليه فاعله بل يذم غاية الذم ...
لذلك يجب أن يكون تسبيح الله وتقديسه يكون وفق دلائل كتاب الله والسنة وفي ضوء فهم سلف الأمة ..
إذ التسبيح طاعة عظيمة وعبادة جليلة إلى الرحمن ثقيلة في الميزان كما قال ( صلى الله عليه وسلم) كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم )
جعلنا الله واياكم من المسبحين بحمده المؤمنين بأسمائه وصفاته المحققيين لتوحيده وتعظيمه إنه سميع مجيب ..
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:31 am
اسم الله
اسم الله الحميد : تكرر ورود هذا الاسم في القرآن الكريم ( سبع عشرة مرة ) قال الله تعالى ( ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) أي الذي له الحمد كله وهو المحمود في ذاته واسمائه وصفاته فله من الأسماء أحسنها ومن الصفات أكملها فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح وأعظم الثناء لأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى حمد وصفاته حمد وأفعاله حمد وأحكامه حمد وعدله حمد وقيام كل شي بحمده ....
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى أخبر أن له الحمد وأنه حميد مجيد وأن له الحمد في الأولى والآخره وله الحكم ونحو ذلك من أنواع المحامد ...
والحمد نوعان :
1_ حمد على إحسانه إلى عباده وهو من الشكر " فلأن النعمة موجبه لحمد المنعم والنعم كلها من الله وهذا النوع من الحمد مشهود للخليقة برها وفاجرها وهذا من جزيل مواهبه وسعة عطاياه وجميل صنائعه وحسن إكرامه لعباده وسعة رحمته لهم وابتدائه بالنعم قبل السؤال ومن غير استحقاق بل ابتداء منه بمجرد فضله وكرمه وإحسانه إلى غير ذلك ... من نعمه التي لاتحصى وآلائه التي لاتستعصى ومن أراد مطالعة أصول النعم وماتوجبه من حمد الله وذكره وشكره وحسن عبادته فليدم سرح الذكر في رياض القران الكريم وليتأمل ماعدد الله فيه من نعمه وتعرف بها إلى عباده من أول القرآن الى آخره ...
فلله الحمد شكراً وله الحمد فضلاً له الحمد بالاسلام وله الحمد بالإيمان وله الحمد بالقرآن وله الحمد بالأهل والمال والعافاة له الحمد بكل نعمة أنعم بها في قديم أو حديث أو سر أو علانيه أو خاصة أو عامة حمد كثيراً طيبا مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى...
2_ حمده سبحانه لما له من الأسماء والصفات ولما يستحقه من كمال النعوت " فإنه سبحانه قد حمد نفسه في كتابه على ربوبيته وحمد نفسه على تفرده بالإلهيه وحمد نفسه على كمال أسمائه وعظمة صفاته وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لايليق به من اتخاذ الولد والشريك وموالاة أحد من خلقه قال الله تعالى ( وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) ...
وحمد نفسه على عظمته وكبريائه " قال الله تعالى ( فا لله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين) فقد ورد الحمد في القرآن الكريم أكثر من ( أربعين موضع جميع في بعضها أسباب الحمد وفي بعضها ذكرت أسبابه مفصله )
من الآيات التي ذكر فيها أسباب الحمد قوله تعالى ( الحمدلله رب العالمين ) ( له الحمد في الأولى والآخره) ( الحمدلله الذي له مافي السموات ومافي الأرض)
ومن الآيات التي ذكر فيها أسباب الحمد مفصله : ففيهما حمده على نعمة دخول الجنه قال تعالى ( وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )
الحمد على النصر على الأعداء والسلامة من شرهم قوله تعالى ( فقل الحمدلله الذي نجانا من القوم الظلمين)
الحمد على نعمة التوحيد واخلاص العبادة لله وحده قوله تعالى ( فادعوه مخلصين له الدين الحمدلله رب العالمين )
حمده سبحانه على هبة الولد قال الله تعالى ( الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحق إن ربي لسميع الدعاء)
حمده سبحانه على نعمة إنزال القران قيما لا اعوجاج فيه قال الله تعالى ( الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)
والله تعالى قد افتتح كتابه بالحمد وافتتح بعض سور القران بالحمد وافتتح خلقه بالحمد واختتمه بالحمد فله الحمد أولاً وآخراً وله الشكر ظاهراً وباطناً وهو الحميد المجيد.
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:32 am
اسم الله
اسم الله المجيد: وهو اسم عظيم ورد في القرآن الكريم في موضعين .. قال الله تعالى ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) وقال أيضاً ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد)
اسم الله المجيد : من الأسماء الدالة على أوصاف عديدة لا على معنى مفرد ومعناه وأنه واسع الصفات فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها وإلى عظمة ملكه وسلطانه وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق الذي لايمكن للعباد أن يحيطوا بشيئ من ذلك الذي هو أكبر من كل شي وأعظم من كل شي وأجل من كل شي وأعلى من كل شي لامجد إلا مجده ولاعظمة ولاجلال ولاجمال ولاكبرياء إلا جلاله وجماله وكبريائه أسماؤه كلها مجد وصفاته وافعاله وأقواله مجد المجد في ذاته وصفاته وكماله ........
والله عز وجل مجد نفسه في كتابه في آيات عديدة بل إن القران الكريم كله كتاب تميجد وتعظيم لله عز وجل فمثلا ( آية الكرسي) هي أعظم آيه في القرآن الكريم فيها من أسماء الله الحسنى (خمسة) أسماء وفيها من صفات الله مايزيد عن ( عشرين صفة) ...
وكذلك سورة (الإخلاص) التي تعدل ثلث القران أخلصت لبيان أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة وكلذلك سورة( الفاتحة ) التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم نصفها ثناء على الله وتمجيد..
روى مسلم في صحيحه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت ( الرسول صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل فإذا قال العبد الحمدلله رب العالمين قال الله تعالى " حمدني عبدي وإذا قال" الرحمن الرحيم قال الله تعالى " أثنى عليه عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى " مجدني عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين : قال هذا لبعدي ولعبدي ماسأل ....
وكذلك الصلاة كلها قائمه على الثناء والتعظيم والتمجيد للحميد المجيد سبحانه أهل الثناء كله والمجد وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رفع رأسه من الركوع قال ( ربنا لك الحمد ملأ السموات والأرض وملأ ماشئت من شيئ بعد أهل الثناء والمجد أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد اللهم لامانع لما أعطيت ولامعطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد) فأول الصلاة حمد وتمجيد وآخرها حمد وتمجيد بل كلها قائمه على الحمد والتمجيد...
قال ابن القيم رحمه الله : وأحسن ماقرن اسم المجيد إلى الحميد كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام قال الله تعالى ( قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) وكما شرع لنا آخر الصلاة أن نثني على الرب تعالى أنه حميد مجيد .. فالحميد : الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال والمجيد: العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام ...
وفي ختم التشهد باسم الله المجيد معنى لطيف نبه عليه ابن القيم رحمه الله : وتأمل كيف جاء هذ الاسم مقترناً بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه وسلم لأنه في مقام الطلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه .. لأن المجد يدل على كثرة أوصاف الكمال أو كثرة أفعال البر والخير وتعدد العطاء والنوال ..
وأشرف أحوال العبد وأرفع مقاماته أن يكون مثنياً على ربه معظماً لجنابه ممجد له ومن أعظم ذلك تلاوة كلامه المجيد وقد وصفه تبارك وتعالى ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) (ق * والقرآن المجيد)
فالقرآن مجيد أي علي قدره ورفع شانه عظيمة مكانته لا يأاتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ..
ومما يمجد به الرب سبحانه وتعالى حسن الثناء عليه تحميداً وتسبيحاً وتهليلاً ومن لازم ذلك سعد سعادة لاشقاء معها وفاز بخيري الدنيا والآخره ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجودوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفيونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم مايقول عبادي : قال تقول يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك . قال : فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ؟ قال : فيقول : وكيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً . قال : يقول : فما يسألونني ؟ قال : يسألونك الجنة . قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها . قال : يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة . قال : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون من النار ؟ قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها . قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة . قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقي بهم جليسهم . ـــــــــــــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاؤكم
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:33 am
اسم الله
و
الشاكر
اسم الله الشكور : ذكر في أربعة مواضع في القرآن الكريم .. قال الله تعالى: ( ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) وقال أيضاً: ( وقالوا الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور) وقال أيضاً: ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) وقال أيضاً: ( إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم)
واسم الله الشاكر : ذكر في موضعين في القرآن الكريم قال الله تعالى: ( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) وقال أيضاً: ( مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليما )
ومن جميع هذه المواضع الستة التي ورد فيها هذان الاسمان هي مواضع إمتنان من الله عز وجل " بإثابة المطيعين وتوفية الأجور والزيادة من الفضل والمضاعفة للثواب..
وإن الشكور والشاكر : هو الذي لايضيع عنده عمل عامل بل يضاعف الأجر بلا حسبان الذي يقبل اليسير من العمل ويثيب عليه الثواب الكثير والعطاء الجزيل والنوال الواسع الذي يضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب ويشكر الشاكرين ويذكر الذاكرين ومن تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً ومن جاءه بالحسنة زاد له فيها حسنا وأتاه من لدنه أجراً عظيما ...
قال ابن القيم رحمه الله : في معنى هذا الاسم وذكر معانيه العظيمة ودلائله الجليلة ( وأما شكر الرب تعالى فله شأن عظيم أخر فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور بل هو الشكور على الحقيقة فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه ويشكر القليل من العمل و .... يشكر الحسنه بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفه ويشكره عبده بأن يثني عليه بين الملائكه وفي ملئه الأعلى ويلقي له الشكر بين عباده ويشكر بفعله فإذا ترك شيئاً أعطاه أفضل منه وإذا بذل شيئاً رد عليه أضعافا مضاعفه .. وهو الذي وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها في مرضاته أعاضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم ..
ولما احتمل يوسف الصديق عليه السلام : ضيق السجن شكر له ذلك بأن مكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ..
ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقتها اعداؤه شكر لهم ذلك بأن أعطاهم طيرً خضراً أقر أرواحهم فيها ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث .......
ولما بذل الرسل أعراضهم فيه لأعدائهم فنالوا منهم وسبوهم أعطاهم من ذلك بأن صلى عليهم هو وملائكته وجعل لهم أطيب الثناء في سماواته وبين خلقه فأخلصهم بخالصة ذكرى الدار ..
فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه لنفسه والمخلوق إنما يشكر من أحسن إليه وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى العبد مايحسن به لنفسه ويشكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لانسبة لإحسان العبد إليها فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر فمن أحق باسم ( الشكور ) منه سبحانه ....
ولو تأملنا قوله تعالى :( مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليما ) كيف تضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده بغير جرم كما يأبى إضاعة سعيهم باطلاً فالشكور لايضيع أجر محسن ولايعذب غير مسيئ......
ومن شكره سبحانه : أنه يخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير ولايضيع عليه هذا القدر ....
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقه كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها وهذا شأن اسمائه الحسنى حب خلقه من اتصف بموجبها وأبغضهم من اتصف بأضدادها ولهذا يبغض ( الكفور _ الظالم _ الجاهل _ قاسي القلب _ البخيل _ الجبان _ المهين _ اللئيم_ ) وهو سبحانه جميل يحب الجمال عليم يحب العلماء محسن يحب المحسنين شكور يحب الشاكرين صبور يحب الصابرين جواد يحب أهل الجود ستار يحب أهل الستر ...
وفي الآيات المتقدمه جمع بين ( الغفور والشكور ) فهو سبحانه غفور للذنوب كلها مهما تعاظمت فلا يتعاظمه ذنب أن يغفره ..
الشكور: لكل عمل وإن قل ولو كان مثقال ذره ولهذا لايجوز أن يقنط العبد من غفران الله للذنوب مهما عظمت كما لايجوز له أن يحقر أعمال البر شيئا مهما قلت ... فإن الرب سبحانه غفور شكور _----- يغفر الكثير من الزلل ويشكر القليل من العمل
إنا لنسأله سبحانه متوسلين إليه بهذين الاسمين العظيمين أن يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وأن يتقبل منا صالح أعمالنا إنه غفور شكور ...
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:34 am
اسم الله " " "
اسم الله الحليم : وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم عدة مرات قال الله تعالى: ( واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم)
اسم الله الحليم يقصد به : أي الذي لايعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم ، يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولايعجل ويوالي النعم عليهم مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ويمهلهم كي يتوبوا ولايعاجلهم بالعقوبه كي ينيبوا ويرجعوا..
وحلمه سبحانه : عمن كفر به وعصاه عن علم وقوة وقدره لا عن عجز قال الله تعالى :( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وماكان الله ليعجزه من شيئ في السموات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديرا)
وحلمه سبحانه : بأهل المعاصي والذنوب وأنواع الظلم بأنه لو كان يؤاخذهم بذنوبهم بأول لما أبقى على ظهر الأرض من دابة قال الله تعالى :( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) وقال أيضاً: ( و ربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا)
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ليس أحد أو ليس شيئ أصبر على أذى سمعه من الله أنهم ليدعون له ولداً وأنه ليعافيهم ويرزقهم )
قال ابن القيم رحمه الله : وهو مع هذا الشتم له والتكذيب يرزق الشاتم المكذب ويعافيه ويدفع عنه ويدعوه إلى جنته ويقبل توبته إذا تاب إليه ويبدل بسيئاته حسنات ويلطف به في جميع أحواله ويؤهله لإرسال رسله ويأمرهم بأن يلينوا له بالقول ويرفقوا به ...
ومن ذلكم حمله بفرعون مع شدة طغيانه وعلوه في الأرض وإفساده للخلق قال الله تعالى: ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )
ومن حلمه سبحانه بالذين نسبوا له الولد حيث دعاهم للتوبه وفتح لهم أبوابها قال الله تعالى :( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم)
ومن حلمه سبحانه بأصحاب الأخدود وهم قوم من الكفار كان عندهم قوم مؤمنون فراودوهم للدخول في دينهم فأمتنعوا فشق الكفار أخدودا في الأرض أججوا فيه ناراً ثم فتنوا المؤمنين وعرضوهم على النار فمن استحاب لهم أطلقوه ومن امتنع قذفوه في النار وهذا غاية المحاربة لله ولأوليائه من المؤمنين ومع هذا كله دعاهم سبحانه للتوبه فقال تعالى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )
قال الحسن البصري رحمه الله : انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أوليائه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ......
ومن حلمه سبحانه : امساكه للسماء أن تقع على الأرض وامساكه لهما أن تزولا مع كثرة ذنوب بني آدم ومعاصيهم قال الله تعالى: ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكمها من أحد من بعده إنه كان حليماً غفورا).....
وقد اقترن اسمه تبارك وتعالى ( الحليم) مع اسم الله ( العليم) في قوله تعالى: ( ليدخلهم مدخلاً يرضونه وإن الله لعليم حليم)
واقترن اسم الحليم مع اسم الله الغني قال الله تعالى :( قولٌ معروفٌ خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذى والله غني حليم)
واقترن اسم الله تبارك وتعالى الحليم مع الشكور قال الله تعالى ( إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم)
واقترن اسم الله تبارك وتعالى الحليم مع اسم الله الغفور قال الله تعالى :( واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذوره واعلموا أن الله غفور حليم)
وفي هذا دلالة على أن حلمه عن إحاطتة بالعباد وأعمالهم وعن غنى عنهم فلا تنفعه طاعة من أطاع ولا تضره معصية من عصى .. وعن شكر فيشكر القليل من العمل ويثيب عليه الثواب العظيم وعن مغفرته فيتجاوز عن التائب المنيب مهما عظم إثمه وكبر جرمه فما أعظم حلمه وما أوسع فضله وما أجزل عطاؤه ومنه..
فلله الحمد شكراً وله المن فضلاً حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى.
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:35 am
اسم الله
و
المبين
اسم الله الحق : ورد في القران الكريم في عشرة مواضع .. قال الله تعالى ( فتعلى الله الملك الحق لااله الا هو رب العرش الكريم) وقال تعالى ( فذلكم الله ربكم الحق فماذ بعد الحق الا الضلل فأني تصرفون)
اسم الله المبين : فقد ورد في موضع واحد في القران الكريم .. قال الله تعالى ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين)
ومعنى اسم الله الحق : اي الذي لاشك فيه ولاريب لافي ذاته ولا في اسمائه وصفاته ولافي الوهيته فهو المعبود بحق ولامعبود بحق سواه فهو تبارك وتعالى حق واسماؤه وصفاته حق وافعاله حق واقواله حق ودينه حق وشرعه حق واخباره كلها حق ووعده حق ولقاؤوه حق .. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم : يستفتح صلاته في الليل بالاقرار بهذه المعاني كما في حديث ابن عباس ( رضي الله عنها ) قال كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اذا قام من اليل يتهجد قال ( اللهم لك الحمد قيم السموات وارض ومن فيهن ولك الحمد ملك السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السموات والارض ولك الحمد انت ملك السموات والارض ولك الحمد انت حق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق وحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت واليك حاكمت فاغفرلي ماقدمت وماخرت ومااسررت وما اعلنت انت المقدم وانت المؤخر لااله الا انت ............... متفق عليه "
ومعنى اسم الله المبين : اي المبين لعباده سبيل الرشاد الموضح لهم الاعمال الصالحه التي ينالون بها على الثواب العظيم والاعمال السيئه التي ينالون عليها العقاب قال الله تعالى ( وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يتبين لهم مايتقون ) وقال ايضا ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم )
ومن معاني المبين : اي البين امره في الوحدانيه فهو الاله الحق المبين لاشريك له قال تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق وان مايدعون من دونه البطل وان الله هو العلي الكبير)
ومن انواع الدلائل والحجج التي ذكر الله في القران لبيان انه معبود بحق .....: 1_ تفرده تبارك وتعالى بالربوبيه لاشريك له فأنه وحده المنعم المتصرف في هذا الكون لاشريك له في شي من ذلك قال تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصر ومن يخرج الحي من الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون ذلكم الله رب الحق فماذا بعد الحق الا الضلل فأنى تصرفون )
2_ ذكره سبحانه لاسمائه الحسنى وصفاته العلى الداله على كماله وجلاله وعظمته ومن الامثله على ذلك ( اية الكرسي) التي ذكر فيها همس من اسمائه واكثر من عشرين صفه من صفاته العظيمه ..
3_ذكره تبارك وتعالى التعدد نعمه على العباد وتوالي مننه وفي سورة النحل التي يسميها بعض العلماء ( بسورة النعم) لكثرة ماعد فيها سبحانه من النعم قال الله تعالى ( كذلك يتم نعمة عليكم لعلكم تسلمون فأن تولوا فأنما عليك البلغ المبين نعمت الله ثم ينكرونها واكثرهم الكفرون)
4_ ذكره سبحانه لاجابته المظطرين وكشفه كربات المكروبين ولايقدر على ذلك احد سواه قال تعالى ( امن يجيب المظطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اله مع الله قليلا ماتذكرون)
5_ اخباره عن نفسه بأنه النافع الضار المعطي المانع وان من سواه لايملك شيئا من ذلك لنفسه ولا لغيره قال تعالى ( قل افرئيتم ماتدعون من دون الله ان ارادني بضر هل هن كشفت ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكت رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )
6_ اخباره سبحانه عن دقة صنعه للمخلوقات وبديع ايجاده للكائنات قال تعالى ( الله الذي جعل لنكم الارض قرار والسماء بنار وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبت ذلك الله ربكم فتبارك الله رب العالمين )
7_ اخباره عن حقارة الاوثان وعجزها وانها لاتملك شيئا قال تعالى ( ياأيها الناس ضرب مثلا فأستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لايستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ماقدر الله حق قدره وان الله لقوي عزيز)
الى غير ذلك من الدلائل البينات والحجج الواضحات التي سيقت من القران الكريم ... ميبنه ان الله عز وجل هو الاله الحق المبين وان الوهيته من سواه كفر وطغيان وظلال وبهتان. ــــــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاؤكم
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) السبت سبتمبر 11, 2010 2:35 am
اسم الله
اسم الله :ورد في القران الكريم مرتين قال تعالى(واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود)(انه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود) معنى :اي الذي يحب انبيائه ورسله واتباعه ويحبونه فهو احب اليهم من كل شئ فقد امتلئت قلوبهم محبة له قال شيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته اي المتودد الى خلقه بنعوته الجميلة والائه الواسعة والطافه الخفية ونعمه الخفية والجليلة فهو بمعنى الواد وبمعنى المودد يحب اوليائه واصفيائه ويحبونه فهو الذي احبهم وجعل في قلوبهم المحبة فلما احبوه احبهم حب اخر جزاء لهم على حبهم فالفضل كله راجع اليه فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به ويجلب ويجذب قلوبهم الى وده تودد اليهم بذكر مالهم من النعوت الواسعة العظمية الجميلة الجذابة للقلوب السليمة والافئدة المستقيمة فأن القلوب والارواح الصحيحة مجبولة على محبة كماله والله تعالى له الكمال المطلق فكل وصف من صفاته له خاصية في العبودية وانجذاب القلوب الى مولاها ثم تودد لهم بالأئه ونعمه العظيمه التي بها اوجدهم وبها ابقاهم وبها اصلحهم وبها اتم لهم الامور وبها يسر لهم الامور وبها كمل لهم الضروريات وبها فرج عنهم الكربات وازال المشقات وبها شرع لهم الشرائع ويسرها ونفى عنهم الحرج وبها بين لهم الصراط المستقيم واعماله واقواله وبها لطف بهم الطافا شاهدوا بعضها وماخفي عليهم منها اعظم
ومن تودده ان العبد يشرد عنه فيتجرء على المحرمات ويقصر في الواجبات والله يستر عليه ويحلم عنه ويمده بالنعم ولايقطع عنه منها شيئا ثم يقيظ له الاسباب والتذكيرات والمواعض والارشادات مايجلبه اليه فيتوب اليه وينيب فيغفر له تلك الجرائم ويمحو عنه مااسلفه من الذنوب العظام ويعيد عليه وده وحبه ولعل هذا والله اعلم سر اقتران اسم بالغفور في قوله تعالى(والله الغفور الودود) ومن كمال مودته للتائبين انه يفرح بتوبتهم اعظم فرح وانه ارحم بهم من والديهم واولادهم والناس اجمعين وان من احبهم من اوليائه كان معه وسدده في حركاته وسكناته مجاب الدعوة وجيها عنده كما في الحديث القدسي (لايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فااذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصر الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولان سئلني لاعطينه ولان استعاذني لاعيذنه)
واثار حبه لاوليائه واصفيائه وعليهم لاتخطر ببال ولاتحيطها الاقلام واما مودة اؤلياه له فهي روحهم وحياتهم وسرورهم وبها فلاحهم وسعادتهم بها قاموا بعبوديتهم وبها قاموا بحمده وشكره وبها لهجة السنتهم بذكره وسعة جورحهم لخدمته وبها صارت محابهم الدينية والطبيعية تبعا لهذه المحبة
واما المحبة الدينية:فانهم لما احبوا ربهم احبوو انبيائه ورسله واوليائه واحبوا كل عمل يقرب اليه واحبوو مااحبه من زمان ومكان وعمل وعامل واما المحبة الطبيعية:فانهم تنالوا شهواتهم التي جلبت النفوس على محبتها من مأكل ومشرب وملبس وراحة وجه الاستعانة بها على مايحبهم مولاهم فصارت عاداتهم عبادات وصارت اوقاتهم كلها مشغولة بالتقرب الى محبوبهم
وكل هذه الاثار الجميلة الجليلة من اثار المحبة التي تفضل بها عليهم محبوبهم وتقوى هذه الامور بحسب مافي القلب من الحب الذي هو روح الايمان وحقيقة التوحيد وعين التعبد واساس التقرب فكما ان الله ليس له مثيل في ذاته وصفاته فمحبته في قلوب اؤليائه ليس لها مثيل ولا نظير في اسبابها وغايتها ولا في قدرها ولا اثارها واذا عرف العبد ان ربه سبحانه وتعالى يحب اؤليائه ويحب من اطاعه من المؤمنين ولايحب الظالمين الكافرين الخائبين فمن هنا يجب عليه ان يطيع امره ويتجنب مانهاه عنه قال تعالى(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وفي الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم(اسألك حبك وحب من يحبك وحب عملا يقرب الى حبك) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Sniper مشرف منتدى الألعاب
الجنس :
عدد المساهمات : 638
العمر : 33
الوظيفة :
وطني :
موضوع: رد: في رحاب اسماء الله نبحر( متجدد) الجمعة أكتوبر 08, 2010 11:16 pm